الخطبة الأولى: 3/8/98 – 26صفر المظفر1441
توصية بتقوی الله عزوجل
عباد الله ! أوصيکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهيه و أحذركم من عقابه.
الموضوع: الأخلاق الإسلامية (الأخلاق الإلهية) (شرائط استجابة الدعاء)
ما نَدَبَنا الله لأمرٍ إلا وفيه خَيرُ آخِرَتِنا وصَلاحُ دُنيانا من الألطاف والبركات؛ فالدعاءُ الذي أمرَنا الباري به ليس مجرَّدَ وسيلةٍ لإنجاحِ الطلِبات وتحقيقِ الرغباتِ، بل من سُبُلِ ارتباطِ العبد ببارئ النسَماتِ تضرُّعاً ومناجاةً، كما فصًّلْنا الحديثَ فيما مضى من الخطب استناداً للآيات والروايات، دونَ أن يدعوَنا ذلك للغفلة عمّا يترتَّبُ عليه من الاستجابة كإحدى الثمرات؛ إذ يقول رسول الله(ص): "من فُتِح له من الدعاء منکم فُتِحَت له الأبواب". إلا أنّ استجابةَ الدعاء- كسائر الوعود الإلهيّةِ- متوقِّفةٌ على تحقُّق شروطٍ ينبغي توافُرُها لئلّا تنقلبَ اِتِّكَالاً عَلَى الْمُنَى؛ فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى، وَ تُثَبِّطُ عَنِ الْآخِرَةِ وَ الدُّنْيَا، فقد ورد عن إمامنا الصادق (ع) أنه قال: "احْفَظْ أَدَبَ الدُّعَاءِ، وَ انْظُرْ مَنْ تَدْعُو وَ كَيْفَ تَدْعُو وَ لِمَا تَدْعُو، وَ حَقِّقْ عَظَمَةَ اللَّهِ وَ كِبْرِيَاءَهُ، وَ عَايِنْ بِقَلْبِكَ عِلْمَهُ بِمَا فِي ضَمِيرِكَ... فَإِنْ لَمْ تَأْتِ بِشَرْطِ الدُّعَاءِ فَلَا تَنْتَظِرِ الْإِجَابَةَ، فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَى فَلَعَلَّكَ تَدْعُوهُ بِشَيْءٍ قَدْ عَلِمَ مِنْ نِيَّتِكَ بِخِلَافِ ذَلِكَ... وَأَعْلَمُ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ أَمَرَنَا اللَّهُ بِالدُّعَاءِ لَكُنَّا إِذَا أَخْلَصْنَا الدُّعَاءَ تَفَضَّلَ عَلَيْنَا بِالْإِجَابَةِ، فَكَيْفَ وَقَدْ ضَمِنَ ذَلِكَ لِمَنْ أَتَى بِشَرَائِطِ الدُّعَاءِ...".
فرأيتُ أن أُفرِدَ لها هذه الخطبةَ مُستَخْلِصاً منها النخيلَ، آخذاً بالأحاديث الواردة في هذا الباب، ما يُغني عن التفصيل والتأويل.
عبادَ الله
اِعلموا أنّ أولَ شروط استجابة الدعاء معرفةُ المَدعُوِّ له وإليه، وإلا كان الداعي كمن يَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ، ويَتَوَرَّطُ الظَّلْمَاءَ، وَلَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ مَنْ خَبَطَ وَلاَ مَنْ خَلَّطَ، وَالإمْسَاكُ عَنْ ذلِكَ أَمْثَلُ؛ فقد قال الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- وقَد سَألَهُ قومٌ: نَدعو فلا يُستَجابُ لَنا ؟!-: "لأنَّكُم تَدعونَ مَن لا تَعرِفونَهُ". فإذا أفرَغَ الداعي وُسْعَهُ في مَعرِفة من يناجي، فقد اقترب من الإجابة.
فكلما كانت معرفة الله أكثر كانت الاستجابة أقرب للداعي.
أمّا الشرطُ الثاني؛ فهو حضورُ القلب ورِقَّتُهُ عند الدعاء. فإن كان إمعانُ النظرِ في شيئٍ دليلَ اهتمامٍ ومحبّةٍ، فإنّ محلَّ القلب-كما قال الغزاليُّ- موضعُ نظر الرّبّ، فيا عجباً ممّن يهتمّ بوجهه الّذي هو محلُّ نظر الخلق؛ فيغسله وينظّفه من القذر والدّنس، ويزيّنه بما أمكن لئلا يطّلع فيه مخلوق على عيب، ولا يهتمّ بقلبه الذي هو محلُّ نظر الخالق فيطهّرَه ويزيّنَه لئلا يطّلعَ ربُّه على دنسٍ أو غيره فيه!
والدعاءُ، باعتباره تواصلاً بين العبد وربِّه بلغة القلب وحدَه، يعني انقطاعاً عن كلِّ سببٍ ظاهريٍّ أو مادِّيٍّ، ما يُشَرِّعُ أبوابَ الإجابةِ على مَصاريعِها.
وأنّى لِمَن كانَ هَمُّه ترجيعَ صوتِهِ بالدعاء عن حضور القلب، بل كيف يخشعُ من يسمعونه؟!
وقد قال (ص): " اِعلَموا أنّ اللّه لا يَستجيبُ دُعاءً مِن قلبٍ غافِلٍ لاهٍ". وما أجمَلَ أن يجمعَ الداعي في جماعةٍ بين رقّة الصوت وخشوع القلب، حتى يقتربَ من الإجابة ويقرِّبَ من معه منها! عن الامام الصادق عليه السلام: "إذا رَقَّ أحدُكُم فَليَدعُ، فإنَّ القلبَ لا يَرِقُّ حَتّى يَخلُصَ" .
وعن هشام بن سالم : قُلتُ لِلصّادِقِ عليه السلام : يَابنَ رَسولِ اللّهِ، ما بالُ المُؤمِنِ إذا دَعا رُبَّمَا استُجيبَ لَهُ ورُبَّما لَم يُستَجَب لَهُ، وقَد قالَ اللّهُ عز وجل: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ"؟! فَقالَ عليه السلام : "إنَّ العَبدَ إذا دَعَا اللّهَ تَبَارَكَ وتَعالى بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ وقَلبٍ مُخلِصٍ، استُجيبَ لَهُ بَعدَ وَفائِهِ بِعَهدِ اللّهِ عز وجل، وإذا دَعَا اللّهَ عز وجل لِغَيرِ نِيَّةٍ وإخلاصٍ، لَم يُستَجَب لَهُ، ألَيسَ اللّهُ تَعالى يَقولُ: "أَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ"؟ فَمَن وَفى اُوفِيَ لَهُ".
أمّا الشرطُ الثالثُ-عبادَ الله- فهو تطييبُ الداعي مأكلَه ومَشرَبَه حلالاً؛ إذ إنّ الدعاء اتّصالٌ بأصلِ النور والطهارة، الذي لا يتيَسَّر إلا للطيّبين المتطهرين. فأنّى لمن كان مكسبُه من حرام أن تصيبَ الإجابةُ دعاءَه! عن النبيّ الأكرم (ص): "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسْتَجَابَ دُعَاؤُهُ فَلْيُطَيِّبْ مَطْعَمَهُ وَمَكْسَبَه".
ونقلاً عن إحياء علوم الدين، عن سفيان الثوري: بَلَغَني أنَّ بَني إسرائيلَ قُحِطوا سَبعَ سِنينَ. فَأَوحَى اللّهُ عز وجل إلى أنبِيائِهِم: "لَو مَشَيتُم إلَيَّ بِأَقدامِكُم حَتّى تَحفى رُكَبُكُم، وتَبلُغَ أيديكُم أعنانَ السَّماءِ، وتَكِلَّ ألسِنَتُكُم عَنِ الدُّعاءِ، فَإِنّي لا اُجيبُ لَكُم داعِياً ولا أرحَمُ مِنكُم باكِياً، حَتّى تَرُدُّوا المَظالِمَ إلى أهلِها، فَفَعَلوا فَمُطِروا مِن يَومِهِم.
وعن مالك بن دينار: أصابَ النّاسَ في بَني إسرائيلَ قَحطٌ فَخَرَجوا مِراراً، فَأَوحَى اللّهُ عز وجل إلى نَبِيِّهِم أن أخبِرهُم: "إنَّكُم تَخرُجونَ إلَيَّ بِأَبدانٍ نَجِسَةٍ، وتَرفَعونَ إلَيَّ أكُفّاً قَد سَفَكتُم بِهَا الدِّماءَ، ومَلَأتُم بُطونَكُم مِنَ الحَرامِ، الآنَ قَدِ اشتَدَّ غَضَبي عَلَيكُم، ولَن تَزدادوا مِنّي إلاّ بُعداً".
نعم! إنّ استجابةَ الدعاء عملية متكاملة تتطلَّبُ توفير مستلزَماتِها التي لا يستحيل على من أخلصَ لله في دعائه أن يؤمِّنها.
نسأله تعالى أن يأخذَ بأيدينا لما فيه رضاه، ويوفِّقَنا لخالص دعائه وإصابة مواطن الإجابة. إنه سميع الدعاء.و نسأله تعالى أن ينصرنا و يوفقنا لننهل من المعارف الدينية الحقيقية الاصيلة و ونتضرع الیه أن يأخذ بيدنا لتحصیل ما یوجب رضاه بلزوم تقواه. وأستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان أحسن الحدیت و أبلغ الموعظه کتاب الله:
الخطبة الثانية: 3/8/98 –26صفر المظفر1441
اللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله وأمیر المومنین، والعزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلاء و عقیلة الهاشمیین، بنت ولی الله، و أخت ولي الله، وعمة ولي الله، زینب الکبری علیها أفضل صلوات المصلین.
اللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، وهب لنا دعاءها الزکي، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.
عباد الله! أجدّد لنفسي ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها.
تتزامَن الأيامُ الأخيرةُ من شهر صفر مع مناسباتٍ تَمَسُّ كلَّ مسلمٍ غَيورٍ على دينه وأمته، لِمَا تحملُ من دروسٍ يمكن لها أن تُبَلوِرَ نَمَطَ حياته للأفضلِ.
إنّ ذكرى وفاة رسول الله (ص) في الثامن والعشرين من الشهر، تذكيرٌ برحيل النموذَجِ الإلهيِّ الأسمى في مَكارِمِ الأخلاق، والذي جسَّد القِيمَ العُليا التي نادى بها القرآنُ حتى قال تعالى: "وإنّك لَعلى خُلُقٍ عظيمٍ"، فكان خُلُقُه القرآن الذي استقطَبَ بتأثيره القريبَ والبعيدَ، "فبِما رحمةٍ من الله لِنتَ لهم ولو كنتَ فظاً غليظَ القلبِ لانفضّوا من حولك"، فصارَ نهجُه الدفعَ بالتي هي أحسَنُ يعفو ويصفَح، دون أن يجدَ الحقدُ والبغضُ لقلبه سبيلاً حتى عندما كان يتعرَّضُ لأشَدِّ الأذى في بداية نبوّتِه بمكة؛ إذ جاءه جبرئیلُ يوماً، فقال له: إنّ الله تعالی قد سمع قول قومك لك، و ما ردّوا علیك، وقد أمر ملَكَ الجبال تأمُر به بما شئت فیهم. وناداه ملَكُ الجبال بعد أن سلم علیه: مُرني بما شئتَ. إن شئتَ أن أُطبِقَ علیهم الأَخْشَبَین وهما جبلان في مکة.
فقال له النبيّ (ص): "أرجو أن یُخرِج الله تعالی من أصلابهم من یعبدُ الله تعالی ولایشركُ به شیئاً".
نعم! لقد كان هاجسَه (ص) الاهتمامُ بالخَلق وخدمتُهم تيسيراً لأمورهم وتذليلاً للعقبات التي تعترض طريقَهم، مقدِّماً مثالَ القائدِ الذي يعيشُ آلامَ مَن حولَه وآمالَهم؛ قال تعالى: لَقَدْ جَاءکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُم بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُوفٌ رَّحِیمٌ"؛ إذ كان حرصُه (ص) على هداية الأمة والإنسانية للخير والفضيلة نابعاً من كمية الحبّ والعطف والرأفة اللامحدودةِ التي كان يمتلكها، ما ميَّزه عن سائر الرسل والأنبياء الذي ما استطاعوا، رغمَ فارق الأعمار، تحقيقَ مِعشارِ ما أنجزه (ص).
إنّ وفاة رسول الله (ص)-أيها المؤمنون والمؤمنات- من المصائب العِظامِ التي تستدعي البكاء والعويل لفقده، لأنّ مصيبتَنا به عظيمة. إلا أنّ المصيبةَ الأعظمَ ألّا نتأسَّى بسيرته في حياتنا العمليّة أخلاقاً وسلوكاً ورأفةً ورحمةً، فنكونَ مفاتيحَ للخير ومَغاليقَ للشرِّ في مجتمعاتنا.
أمّا المناسبةُ الأخرى؛ فهي ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى (ع)-حسب بعض الروايات- والمعروفِ بكريم أهل البيت (ع) عطاءً وبَذلاً؛ فقد نُقِل عن أنس: أنه دَخَلَت عَلَيهِ جارِيَةٌ بِيَدِها طاقَةُ رَيحانٍ فَحَيَّتهُ بِها، فَقالَ لَها: أنتِ حُرَّةٌ لِوَجهِ اللّهِ تَعالى. فَقُلتُ: تُحَيّيكَ بِطاقَةِ رَيحانٍ لا خَطَرَ لَها فَتُعتِقُها؟! قالَ: كَذا أدَّبَنَا اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ، قالَ: "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَا"، فَكانَ أحسَنَ مِنها عِتقُها.
ومن صفات الإمام الحسن (ع) الأخرى التي اقترَنَت بشخصيته حتى عُرِف بها، صفةُ الحِلم، حتى وُصِفَ بحليم أهل البيت (ع)؛ فقد روى المدائني عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن أخرجوا جنازته، فحمل مروان بن الحكم سريره، فقال له الحسين: (تحمل اليوم جنازته وكنت بالأمس تُجَرِّعُه الغيظ؟ قال مروان: نعم كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال).
وما أحوجَ مجتمعاتِنا لترسيخ فضيلَتَي الحِلمِ والكرَم سبيلاً لتعزيز التماسك الاجتماعي من خلال بثِّ الوعي وتثقيف الأفراد والأُسَر وإقامة الورشات التربوية ووضع البرامج الاجتماعية الكفيلة بتأهيل أفراد صالحين يَتَزَيُّون بلباس الكرامة الحسنيّة ويتزيَّنون بأوشِحَة الحلم المجتبوية.
ثم تأتي ذكرى شهادة الإمام الرضا (ع) الذي عُرِفَ بالإمام الرؤوف. فقد اشتُهِر (ع) برأفته تجاهَ كافة الناس سواءٌ ممن كانوا يعتقدون بإمامته أو لم يعتقدوا. وأُضْفِي ذلك اللقبُ عليه بعد استشهاده لقضاء حوائج زواره بالتوسّل به، فقد كان من رأفة الإمام الرضا صلَواتُ الله عليه-كما يذكر البعض أن قدّم من علومه ونصائحه وإرشاداته العلميّة والأخلاقيّة والعباديّة إلى مخالفيه وأعدائه، حرصاً على نشر الهداية والمعرفة، وعطفاً على الناس وإنقاذاً لهم من ضلالاتهم ومهاوي سقوطهم، وتثبيتاً لحجج الله على عباده فلا يبقى عذرٌ لعاذر، وهو الحجّةُ العظمى والرحمة الكبرى، كجدّه المصطفى سيّد المرسلين وآبائه الطاهرين وأبنائه الطيّبين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أيها المؤمنون والمؤمنات
إنّ تلك المناسبات مناسبات مهمّة لنا كي نتخذ منها محطات تربوية لإعادة بناء شخصياتنا وتصحيح مساراتنا السلوكية وفقَ تلك القيم العليا التي جسّدها أصحاب الذكرى من أخلاقٍ نبويةٍ وكرامةٍ حسنيةٍ ورأفةٍ رضويةٍ، حتى نخلق مجتمعاً صالحاً يمهّد لظهور منجي البشرية الإمام المهدي (عج) كي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ويقيم تلك الدولة الكريمة التي يعز الله بها الإسلام وأهله ويذلّ بها النفاق وأهله.
نحن نعيش على أعتاب ذكري وفاة رسول الله الذي يحكي الامام الباقر كيفية وفاته و يقول: لمّا حضر رسول الله الوفاة نزل جبرئيل فقال : يا رسول الله أتريد الرجوع إلى الدنيا وقد بلغت؟ قال : لا ، ثم قال له : يا رسول الله تريد الرجوع إلى الدنيا؟ قال : لا ، الرفيق الأعلى.
وقال الصادق: قال جبرئيل: يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا ، إنّما كنت أنت حاجتي منها. قال : وصاحت فاطمة وصاح المسلمون و ( صاروا يضعون التراب على رؤوسهم .
نعم قد صاح المسلمون و سيدتنا فاطمة لما سمعوا الاخبار بوفاة رسول الله قبل تحققه‘ فأين المسلمون لما سقي الحسن بالسم مرارا.
.الإمام زين العابدين عليه السلام یقول: دَخَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى عَمِّي الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام لَمّا سُقِيَ السَّمَّ ، فَقامَ لِحاجَةِ الإِنسانِ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَقالَ : لَقَد سُقيتُ السَّمَّ عِدَّةَ مِرارٍ ، فَما سُقيتُ مِثلَ هذِهِ ، لَقَد لَفَظتُ طائِفَةً مِن كَبِدي فَرَأَيتَني أَقلِبُهُ بِعودٍ في يَدي....
فأين المسلمون حينئذ كي يضعوا التراب علي روسهم مواساة للامام الحسين في مصيبة أخيه الحسن.
ففي مثل هذه الحالة يتذكر الانسانما قيل بشأن الامام الحسين(ع) لا يوم كيومك يا ابا عبدالله!!
نعم مصيبة الحسين من أعظم المصائب بشأن أهل البيت فلذلك ينادي مولانا صاحب العصر والزمان في زيارة الناحيه بمصيبة الحسين (ع) و يسلم على جده الحسين:
السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخد التريب.
السلام على البدن السليب. السلام على الثغر المقروع بالقضيب.
السلام على الرأس المرفوع. السلام عليك يا مولاي، وعلى الملائكة المرفوفين حول قبتك، الحافين بتربتك، الطائفين بعرصتك، الواردين لزيارتك.
اللهم؛ ان هذا اليوم يوم الجمعة و سيد أيام الأسبوع وهذه الأيام التي نعيشها و هي من أيامك الكبرى ؛ فبحق محمد و آل محمد اغفر ذنوبنا و اعتق رقابنا من النار و أدخلنا الجنة و أوصلنا مقام الرضى و الرضوان.
اللهم؛ بحق محمد وآل محمد، اجتث جذور الفتن من أمتنا الإسلامية ، ما ظهر منها وما بطن، وردَّ كيد أعدائها في نحورهم.
اللهم؛ بحق محمد وآل محمد، ابلُغ بنا ذروة مقام العبودية لك وقمة درجات الانعتاق من الشيطان بتعجيل ظهور مولانا صاحب العصر والزمان.
اللهم؛ بحق محمد وآل محمد، أعطِ جوائزك السنيّةَ لأمة خير خلقك، شفاءً للمرضى وفِكاكاً للأسرى وتسكيناً للقلوب وجمعاً للشمل وتحقيقاً للآمال وتخفيفاً للآلام ونصراً لأوليائك ورغماً على أعدائك.
اللهم انصر إخواننا المظلومين وانصر المجاهدين منهم في كل مكان.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائرَ بلاد المسلمين.
اللهم احفظ مراجع تقليدنا العظام وعلمائنا الأعلام لا سيما سيدَنا الإمام الخامنئي (دام ظله)، وأيده بتأييدك وانصره بنصرك وأطل عمره في عافية وعزة واحرسه بعينك التي لا تنام يا رب العالمين.
اللهم ارحم امواتنا و اموات المسلمين جميعا يا الله‘ لا سيما الشهداء و أعل درجتهم وارزقنا شفاعتهم يا رب العالمين.
الاخوة و الأخوات‘ الذين شاركوا في صلاة الجمعة! اقض حوائجهم‘ اشف مرضاهم‘ ارحم موتاهم‘ سلم مسافريهم‘ أد ديونهم‘ اغفر ذنوبهم بحق محمد و آل محمد. اللهم اغفر لنا و لوالدينا و لمن وجب له حق علينا.
استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله: