الخطبة الأولى:98518 – 7 ذوالحجة 1440.
توصية بتقوی الله عزوجل
عباد الله ! أوصيکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهيه و أحذركم من عقابه.
الموضوع: الأخلاق الإسلاميّة (الأخلاق الإلهيّة) (الدعاء والتواصل مع الله حاجة فطرية ووسيلة جلب الرحمة الإلهية) (1)
إن كان للإنسان حاجاتٌ أساسيةٌ تجب تلبيتُها، فإنّ الدعاء والمناجاةَ على رأسها. فالدعاء والمناجاة من الأمور الفطريّة كالتوجّه إلى الله؛ جُبِلَت النفوسُ عليها. ولا أَدَلَّ على ذلك من اجتماعِ أهل الأرض، على اختلاف مللهم وأديانهم وعاداتهم وتقاليدهم، على خلق حالة تواصل مع من يعتقدون أنه القدرةُ الخارقةُ بالدعاء عبرَ أورادٍ وأذكارٍ خاصّةٍ يجترحونها. حتى لَتَرى عبدةَ الأصنامِ والأوثانِ يتمرَّغون في التراب مردِّدين دعَواتِهم في المَعابِدِ. ما يعكِسُ حقيقةَ فِطريّةِ الدعاء واشتراكه بين البشر وإن أخطأ البعض المسارَ الإلهيَّ السليمَ.
أمّا القرآنُ الكريمُ، الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه، فقد بيَّن حقيقةَ الدعاءِ مستعرضاً توجيهاتِه النورانيّةَ حوله، وسأكتفي بالإشارة لآيتين في الخصوص:
يقول تعالى: "قُلْ ما يعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى لَوْ لا دُعاؤُكُمْ"
ويقول أيضاً: "وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِى سَيدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ"
فأيُّ عظمةٍ أكبرُ للدعاء من أنّ الله تعالى قد جعل نزولَ كافّة بركاتِه رهناً بالدعاء والتواصل الحقيقيِّ مع الله!
وقد فصَّلَت أحاديثُ المعصومين (ع) ذلك المعنى القرآنيَّ؛ وإليكم أحدَها:
عنْ مُيَسِّرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ: قَالَ لِي: " يَا مُيَسِّرُ ادْعُ وَلا تَقُلْ إِنَّ الأمْرَ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. إِنَّ عِنْدَ الله عَزَّ وَجَلَّ مَنْزِلَةً لا تُنَالُ إِلا بِمَسْأَلَةٍ. وَلَوْ أَنَّ عَبْداً سَدَّ فَاهُ وَلَمْ يَسْأَلْ لَمْ يُعْطَ شَيْئاً. فَسَلْ تُعْطَ يَا مُيَسِّرُ. إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَابٍ يُقْرَعُ إِلا يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لِصَاحِبِهِ".
ولكن ما الذي يدعو لنيل الدعاء تلك المكانةَ الرفيعةَ؟
عبادَ الله
إنّ الله رؤوفٌ بعباده ولا يرضى لهم الشقاءَ والخُسرانَ، بل يُيَسِّرُ عليهم أمرَ التقرُّب إليه موفِّراً لهم الفطرةَ السليمةَ بوصلةً للاهتداءِ نحوَه. ولا وسيلةَ أنجعُ من الدعاء والذكر مرسِّخاً لعلاقة الإنسان بربِّه ومسكِّناً لفؤادِه ومرتقىً له إلى مقام القرب؛ يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾. الأمرُ الذي يجعل من الدعاء والذكر أفضل العبادات لتحقّق غاية الخلق بهما؛ فقد روى زرارة عن الإمام الباقر (ع) أنه قال:
"إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ قَالَ هُوَ الدُّعَاءُ وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاءُ"؛ فهو أحسنُ طرق الوصول إلى الله وبلوغ الكمال توحيداً؛ فعن الصادق (عليه السلام): "عليكم بالدعاء؛ فإنكم لا تتقربون إلى اللّه بمثله. ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها فإن صاحب الصغار هو صاحب الكبار".
نعم! لقد اقتضت مشيئةُ الله أن يبقى التواصل قائماً بينه وعبادِه؛ فجعل بابه مفتوحاً في وجوههم، حتى جاءت الروايات برجحان تطويل قنوت الصلاة على قراءة القرآن، فورد عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) في الرجلين افتتحا الصلاة في ساعة واحدة، فتلا هذا القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه، و دعا هذا [أكثر] فكان دعاؤه أكثر [من تلاوته] ثم انصرفا في ساعة واحدة أيهما أفضل؟ قال: كلٌّ فيه فضل و كلٌّ حسن.
قلت: إني قد علمت أن كلاً حسن و إن كلاً فيه فضل لكن أيهما أفضل ؟
فقال(ع): "الدعاء أفضل. أما سمعت قول اللّه عز و جل: وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ". هي واللّه العبادة, هي واللّه أفضل, هي واللّه أفضل. أليست هي العبادة؟ هي واللّه العبادة, هي واللّه العبادة, أليست هي أشدهن؟ هي و اللّه أشدهن, هي واللّه أشدهن, هي واللّه أشدهن". مسند الامام الصادق ع (العطاردي) 8/101.
وليس المقامُ في الحديث التقليلُ من أهمية القرآن- والعياذ بالله-، بل الدلالةُ على أُنسِ الله عزوجل بسماع صوت عبده والتواصل معه دائماً، أكثرَ من استماع العبد كلامَه بقراءة القرآن، تأكيداً على سَعةِ فضله ورحمته.
نسأله تعالى أن يجعلنا من أهل الانقطاع إليه والاستيناس بذكره والالتذاذ بنجواه، إنه سميع مجيب.
أسأل الله تعالى أن ينصرنا و يوفقنا و يدعمنا لننهل من المعارف الدينية الحقيقية الاصيلة و وأتضرع الیه ان ياخذ بيدنا لتحصیل ما یوجب رضاه بلزوم تقواه. وأستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان أحسن الحدیت و أبلغ الموعظه کتاب الله:
الخطبة الثانية: 98518 – 7 ذوالحجة 1440
اللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله وأمیر المومنین، والعزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلاء و عقیلة الهاشمیین، بنت ولی الله، و أخت ولي الله، وعمة ولي الله، زینب الکبری علیها أفضل صلوات المصلین.
اللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، وهب لنا دعاءها الزکي، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.
عباد الله! أجدّد لنفسي ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها.
يصادف اليومُ السابع من شهر ذي الحجة ذكرى استشهاد إمامنا الباقر (ع)؛ فبهذه المناسبة نتقدم بأحر العزاء وصادق المواساة من مقام مولانا صاحب العصر والزمان (عج) وعمته صاحبة هذا المقام الشامخ السيدةِ زينبَ الكبرى (س)، ومن مراجع التقليد العظام، لا سيما سماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (دام ظله)، ومنكم أيها الحضور الكريم، سائلين الله تعالى أن يعظّم أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الجلل.
أيها المؤمنون والمؤمنات
ونحن على أعتاب يوم عرفة في التاسع من شهر ذي الحجة، لا بدّ لي أن أخصّص لهذا اليوم العظيم جزءاً من الخطبة بياناً وتوضيحاً لأهميته في حياة الإنسان التي تمرّ بمحطّاتٍ زمانيةٍ ومكانيةٍ يتقرّرُ فيها مصيره سعادةً أو شقاءً؛ فهي لا تتكرّر إلا مرةً في العام أو في العمر كلِّه، ويومُ عرفةَ منها ومن أشرفها. فقد خصّه الله تعالى بالدعاء والذكر وأقَرَّ فيه من كنوز بركاته ومكنون رحماته ما يعجزُ اللسان عن ذكره ويحار العقل في غَوْره.
فإن كان باب الدعاء والذكر مُشرَعاً دائماً أمام العبدِ، فإنّ يومَ عرفةَ هو موسم العروضات الإلهية لبركاته الخاصة التي لا يحرَمُ فيها أحدٌ من رحمة الله ومغفرتِه؛ فقد سمع علي بن الحسين عليهما السلام يوم عرفة سائلاً يسأل الناس فقال له: "ويحك! أغيرَ الله تسألُ في هذا اليوم؟ إنه لَيُرجى لما في بطون الحبالى في هذا اليوم أن يكون سعيدا".
الله أكبرُ في عظمة ذلك اليوم! والله أكبرُ في بركاته التي تعمُّ الداعين به، وسأستعرض بعضاً منها:
- عناية الله بخلقه في هذا اليوم
يتوجه الله فيه لعباده باهتمام مميز، وكأنه يتفرغ إليهم- إن صحَّ التعبير- كما يتفرّغون له، مهيِّئاً كلَّ ذريعةٍ كي يجيب دعواتِهم؛ قال علي بن الحسين عليه السلام: "إنه إذا كان يوم عرفة، قال الله لملائكة سماء الدنيا: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبراً . إن حقاً علي أن أجيبهم. أشهدكم أني قد شفعت محسنهم في مسيئهم، وقد تقبلت من محسنهم فليفيضوا مغفورا لهم" ..
- یوم عرفة یوم نجاة من النار
في هذا اليوم يمهّد الله الأرضية لعباده كي ينعتقوا من النار. فهل يبقى عذرٌ لمقصِّرٍ بعد ذلك؟
قال رسول الله(ص): "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً أو أمةً من النار من يوم عرفة. وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ماذا أراد هؤلا؟"
- یوم عرفة موسم نزول رحمة الله تعالی وتحقیر الشیطان
إن كان هناك موقفٌ يتمكّن فيه الإنسانُ من إلحاق الهزيمة بالشيطان انتصاراً للخير على الشرّ؛ فهو يومُ عرفة. ففيه يستبدل رحمة اللهَ بغضبه نتيجةَ ارتكابه المعاصيَ والذنوبَ، ما يحبطُ كافةَ مكائد الشيطان الذي أزلَّه بشِراكِه وأذلَّه بعصيان ربه.
فتصوروا حالَ الشيطان في ذلك اليوم وهو يرى رحمات الله تنزل على عباده، حتى قال رسول الله: "ما رؤي الشيطان يوماً هو أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة. وما ذاك إلا أن رحمة الله تنزل فيه فيتجاوز عن الذنوب العظام".
عبادَ الله
ما أوسعَ رحمةَ ربنا علينا، نحن العبيدَ الخاطئين، وهو يتجاوز عن خطايانا في ذلك اليوم بأدنى جهدٍ منا، حتى إنه يجعلنا من أهل عرفاته في أي مكانٍ وإن لم نكن في جبل عرفةَ نفسِه! وما أجدرَنا أن نكون عباداً صالحين كي نستأهل تلك الرحمةَ الإلهيةَ؛ فنتقرّبَ إليه في ذلك اليوم بقلوب منكسرة ونيات خالصة مستغفرين منيبين معاهدين اللهَ ألا نعود للمعصية ولا نعاود الذنب حباً لله وحياءً من رأفته وكرمه! ولنستمع لهذا الحديث الرائق:
قال رسول الله(ص): لا يبقى يومَ عرفة خلقٌ من خلق الله عزوجل في قلبه مثقال ذرة من الايمان إلا غفر الله له.
قال الراوي: يا رسول الله! لأهل عرفات أم للناس عامة؟
قال (ص): لا! بل للناس عامة.
یعني أن الله عزوجل جعل رحمته و مغفرته فی یوم عرفه لکافه الخلق، لا لطائفه منهم. وهذه الرحمة والمغفرة مصداق رحمانیة الله تعالی.
فلا تقصِّروا- عبادَ الله- في أداء حق ذلك اليوم. واستعدوا له من يومكم هذا. فهذا رسولكم محمد (ص)، وهو أشرف الكون ورحمة الله للعالمين، كان له مع يوم عرفة شأنٌ عظيم دعاءً ومناجاةً؛ فعن جعفر ، عن أبيه قال: دعا النبي صلى الله عليه وآله يوم عرفة حين غابت الشمس ، فكان آخر كلامه هذا الدعاء - وهملت عيناه بالبكاء ثم قال - : "اللهم إني أعوذ بك من الفقر، ومن تشتت الأمر، ومن شر ما يحدث في الليل والنهار. أصبح ذلي مستجيراً بعزك، وأصبح وجهي الفاني مستجيراً بوجهك الباقي. يا خير من سئل، وأجود من أعطى، وأرحم من استرحم، جلِّلني برحمتك، وألبسني عافيتك، واصرف عني شر جميع خلقك".
فإن كان لنا أن نشكر الله تعالى على نعمه علينا في ذلك اليوم، فعلينا مضاعفةَ شكره على نعمة الولاية والإمامة التي لم تترك شأناً من شؤون حياتنا إلا نظَّمَته. وأبرزُ مثالٍ على ذلك دعاء الإمام الحسين (ع) يومَ عرفة، والذي يمثّل أعلى درجات العرفان النظري في مدرسته الخالدة؛ إذ تختزن كلماتُه العذبةُ الفخمةُ أرقى المعارف الإلهية التي تمنح الدعاء والذكر من المعاني الجليلة ما لا يقدر عليها إلا من وقف على حقائق التوحيد وسبر أعماق العبودية، حتى صارت عباراتُه لسانَ حال الكون كلِّه في التوجه إلى الله.
ولا ريب في مثل هذه الحالة أن ينزل الله بركاته على أهل الأرض ببركة الإمام الحسين (ع) الذي شرح بدعائه أسرار عرفة بعرفانه.
فاللهَ اللهَ يا عباد الله! في يوم عرفة ودعاء الإمام الحسين (ع) فيه. وابدؤوا من الآن بمدارسة الدعاء والاستفسار عن معانيه التي تستشكل عليكم حتى تستقبلوا ذلك اليومَ عارفين عرفانيين بحقه. واللهُ ولي التوفيق.
أيها المؤمنون والمؤمنات
ونحن نعيش أيام الله ورحمته في هذا الشهر، علينا ألا نغفل عن أعداء الإسلام والإنسانية الذين سُلِبوا الرحمةَ والشفقة والرأفة حتى قست قلوبهم فصاروا يسومون المظلومين سوء العذاب والجور؛ ففي فلسطين لا يمر أسبوع من مسيرات العودة إلا بشهيد أو شهداء، ناهيكم عن باقي الأيام. وكذلك الأمرُ في البحرين واليمن حيث تسيل الدماء الطاهرةُ دفاعاً عن العزة والكرامة. أما في نيجيريا فقد مر أكثر من 1300 يوم على اعتقال شيخ مقاومة أفريقيا المظلوم الشيخ الزكزكي لا لذنبٍ سوى قول الحق والمطالبة بحقوق أبناء جلدته المحقّة، ليخضع لأشد أنواع التعذيب الروحي والجسدي في هذا السبيل، فضلاً عن تقديم أبنائه شهداءَ واحتجاز زوجته، بل إن السلطات هناك وبتوجيه من أجندات خارجية مشبوهة حرمت الشيخَ حتى من تلقي العلاج الذي يعد من أبسط الحقوق الإنسانية.
وأخيراً، وعلى إثرِ الضغوط الدولية نتيجةَ مقاومة مسلمي نيجيريا، أصدرت المحكمة هناك قراراً بإطلاق سراحه، ولكن لا يُعْلَمُ حتى الآن ما الذي ينتظر الشيخَ العزيزَ الذي ندعو له بالفرج القريب، وسْطَ صمت ما تدعى بمنظمات حقوق الإنسان الغربية التي لا ترفعُ عقيرتَها إلا بما تُملي عليها مصالحُها السياسيةُ الاستكباريةُ.
ولن ننسى في هذه الأيام ما حلّ بحجاجنا المظلومين بمنى والذين أُزهِقَت أرواحُهم الطاهرةُ شهداءَ تحت أنظار آل سعود الخبثاء.
واليومَ ترِدُنا أنباءُ مقلقةٌ عن ظلمٍ آخرَ يحلُّ بحق المسلمين في منطقة كشمير على الجانب الهنديِّ، والله وحده يعلم مآلَ الأمور هناك. ما يستدعي وقفةً عاجلةً من الجهات والدول المعنية منعاً لتفاقم الأوضاع هناك.
في المقابل، لن تجدوا في العالم كله من يقف في مواجهة الظلم دفاعاً عن المظلومين في سبيل نشر الرحمة الإلهية سوى محور المقاومة التي قدمت أغلى الأثمان في هذا السبيل، وستبقى وفيةً لهذا النهج حتى تسليم الراية لمن سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً؛ فهو الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، والْمُنْتَظَرُ لإقامَةِ الأمْتِ وَاْلعِوَجِ، والْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، وقاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، وهادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، وطامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالأهْواء،ِ ومُـعِزُّ الأوْلِياءِ وَمُذِلُّ الأعْداءِ. اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه.
فالأملُ بوعد الله بنصر أوليائه كبير؛ فهذا صاحب الذكرى الإمامِ الباقرِ (ع) قد قاسى آلام الأسر مع عمته زينب (س) وهو صغير، لكنه بقي متمسكاً بنهج جده وأبيه مؤمناً بانتصار الحق وزوال الباطل، رافعاً شعارَ صاحبة هذا المقام حين خاطبت يزيديي عصرها مقرِّعةً: "فوالله لا تمحو ذكرنا". ليلفظَ التاريخُ يزيد واليزيديين إلى المزابل، ويخلِّدَ ذكر زينب (س) وأخيها الحسين (ع) وأبنائهم الطاهرين والسائرين على نهجهم بأحرفٍ من نورٍ تُشِعُّ هدايةً وأملاً للأجيال القادمة و" تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ"...
أسأل الله تعالى أن ينصر الأمة الاسلامية جمعا ومحور المقاومة والمجاهدين في كل مكان.
وأسأله تعالى أن ينصر جميع الشعوب المستضعفة في مواجهة المستكبرين والصهاينة والمتصهيِنين.
اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.
اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین. اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.
اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین. اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.
اللهم عجل لوليك الفرج و العافية و النصر واجعلنا من خير أعوانه و أنصاره و شيعته و محبيه.
استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله: