2024 March 19 - سه شنبه 29 اسفند 1402
سرّ رضى السيدة الزهراء (ع) عن الحياة
کد خبر: ٢٧٧٠ تاریخ انتشار: ٢٥ بهمن ١٣٩٨ - ٢٣:٥٧ تعداد بازدید: 1849
صفحه نخست » خطبه سال 98 » خطبه های نماز جمعه
سرّ رضى السيدة الزهراء (ع) عن الحياة

الخطبة الأولى: 25/11/98 –19جمادی الثانیة 1441

توصية بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! أوصيکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهيه و أحذركم من عقابه.

الموضوع:  سرّ رضى السيدة الزهراء (ع) عن الحياة

عَشِيَّةَ ذكرى ميلادِ بضعةِ رسول الله (ص) وزوجِ وليِّ الله (ع) وأُمِّ أوليائه (ع) سيدتِنا ومولاتِنا فاطمةَ الزهراءِ (ع)، نبارك لكم هذه المناسبةَ، سائلين اللهَ تعالى أن يجعلَنا من السائرين على نهجِها والعاملين بمنهجِها، إنه سميعٌ مُجيبٌ.

عبادَ الله

رغمَ قِصَرِ عُمُرِ مولاتِنا الزهراءِ (ع)، إلا أنّ حياتَها كانت حافِلةً بالدروسِ والعِبَرِ، ما يعجَزُ عن استيعابِها القرونُ من الأزمانِ، وتتقاصَرُ دُونَهُ أفهامُ ذَوي النُّهى. وما أَحْوَجَنا لِغَرْفِ ما يَسَعُنا من يُنبوعِ خيرِها سيرةً وسلوكاً في حياتِنا، بِما نَنالُ به كرامةَ الدنيا والآخرة.

ومِمّا يلفِتُ النظرَ في سيرةِ الزهراءِ (ع) أنّه لم يبدُرْ منها أيُّ شكوىً طَوالَ حياتِها مع شِدّةِ الظروفِ الثقافيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والسياسيةِ التي مَرَّتْ بها، سَواءٌ في ظلِّ أبيها أو مع زوجِها. فقد وُلِدَت (س) ونَشَأَتْ في وقتٍ كان أبوها الرسولُ (ص) ومَن معه يخضعون لحصارٍ شديدٍ اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً في شِعبِ أبي طالب، لتخطُوَ الزهراء (ع) أولى خطواتِها وتتعلَّمَ المَشيَ على حِجارةِ ذلك الشِعبِ القاسيةِ الملتهِبةِ برَمْضاءِ الهَجيرِ، وتنطِقَ تلك الطفلةُ أولى كلماتِها وهي ترى أباها وأنصارَه في حالِ استنفارٍ دائمٍ في تلك الأجواءِ الصعبةِ.

وكلّما كبُرَت كانت تُواكِبُ جهادَ أبيها ومحاربةَ المشركين له، حتى إنها شهدَت بريقَ السيوفِ في بيتها.

ولمّا تزوجَت من علي (ع)، تعاملَت مع جُشُوبَةِ العَيشِ والصعوباتِ الاقتصاديةِ بكلِّ رِضىً، حتى إنّ زوجَها الذي كان يصِلُ الفقراءَ والمحتاجين، اضطُرَّ لاقتراضِ مقدارٍ من الشعيرِ أداءً لنذره وأبنائه. نَاهِيكُم عن التحدياتِ الكبرى التي واجهَتها بعد رحيل أبيها (ص)، ما دعاها لخوضِ مُعتَرَكِ السياسةِ دفاعاً عن الإسلامِ وحقِّ زوجِها، فكانت لها تلك الخطبُ والمواقفُ المشهودةُ.

ومع ذلك كلِّه، لم يَصدُرْ عنها ما يشيرُ إلى شكواها ممّا مرَّت بِمَحَنٍ ورزايا لأحدٍ محتسِبةً راضيةً.

عبادَ الله

إنّ السرَّ الكامنَ وراءَ تمتُّعِ الزهراءِ (ع) بتلك الروحِ الراضيةِ، هو ذكرُ اللهِ ورِضاها برِضاه تعالى وحدَهُ، ما منحها حالةَ السكينةِ والاطمئنانِ؛ فالمؤمنُ الساعي للكمالِ الإلهيِّ يُهَوِّنُ المَصائبَ التي تعترِضُ طريقَهُ أنها بعين الله، فَتَحلو مَراراتُ الحياةِ بذكره؛ فقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال:

"لیس عمل أحَبُّ إلی الله تعالی و لا أنجى لعبد من کل سيئة فی الدنیا والآخرة من ذکر الله . قیل : و لاالقتال فی سبیل الله؟ قال: لولا ذکر الله لم يؤمر بالقتال"

وكلّما زاد ذكرُ الله، ترسَّخَت طاعتُهُ، وعَلا منسوبُ الطمأنينةِ به، أَلا تسمعون قولَه تعالى في وصف عباده المؤمنين:

"الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ تَطْمَئنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئنُّ الْقُلُوبُ"

ولا سبيلَ لبلوغِ الحياة الطيبةِ وجنةِ الشهودِ إلا بالرضى، وهو مقامٌ لا يناله العبدُ إلا بقبول ما يصدُرُ عن الله بحقه. ليصلَ إلى درجةِ الرضوانِ، وهي مرتبةٌ يرضى فيها الله عن عبده؛ يقول تعالى:

"یا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضیة مرضیة فادخلي فی عبادي وادخلي جنتي".

رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- يَرْفَعُهُ- إِلَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ وَاقِفاً بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أَسْكُبُ الْمَاءَ عَلَى يَدَيْهِ، إِذْ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ (عليها السلام) وَ هِيَ تَبْكِي فَوَضَعَ النَّبِيُّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يَدَهُ عَلَى رَأْسِهَا، وَ قَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ لَا أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَكِ يَا حُورِيَّةُ.

قَالَتْ: مَرَرْتُ عَلَى مَلَإٍ مِنْ نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَ هُنَّ مُخَضَّبَاتٌ، فَلَمَّا نَظَرْنَ إِلَيَّ وَقَعْنَ فِيَّ، وَ فِي ابْنِ عَمِّي......

فبدأ رسول الله بالحديث بشأن علي (ع) ...

فَقَالَ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أَ لَا أَزِيدُكِ يَا فَاطِمَةُ، فِي عَلِيٍّ (عليه السلام) رَغْبَةً؟ قَالَتْ: بَلَى.....ثم قال:

يَا فَاطِمَةُ، أَ لَا أَزِيدُكِ فِي عَلِيٍّ رَغْبَةً؟ قَالَتْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: عَلِيٌّ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَارُونَ، لِأَنَّ هَارُونَ أَغْضَبَ مُوسَى، وَ عَلِيٌّ لَمْ يُغْضِبْنِي قَطُّ.

وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا غِظْتُ يَوْماً قَطُّ فَنَظَرْتُ فِي وَجْهِ عَلِيٍّ إِلَّا ذَهَبَ الْغَيْظُ عَنِّي.

يَا فَاطِمَةُ، أَ لَا أَزِيدُكِ فِي عَلِيٍّ رَغْبَةً؟ قَالَتْ: زِدْنِي يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: هَبَطَ عَلَيَّ جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) وَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، الْعَلِيُّ يَقُولُ لَكَ أَقْرِئْ عَلِيّاً مِنِّي السَّلَامَ.

قَالَ: فَقَامَتْ فَاطِمَةُ (عليها السلام) وَ هِيَ تَقُولُ:

رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَ بِكَ يَا أَبَتَاهْ نَبِيّاً، وَ بِابْنِ عَمِّي عَلِيٍّ بَعْلًا، وَ وَلِيّاً. الروضة في فضائل أميرالمومنين:173.

فلا غَرْوَ أن نرى براعِمَ الرضى النَّدِيَّةَ قد رسمَت البسمةَ على شِفاهِ الحسينِ (ع) التي جَفَّت من العطش في صحراء كربلاءَ، وقد أخذها من أمه الزهراء (ع) التي كانت تردِّدُ دائماً: "رضیت بما رضیی الله و رسوله" .

عبادَ الله

مهما اشتدَّت الظروفُ وادلَهَمَّت الخُطوبُ علينا، فلا مَلجأَ لنا إلا ذكرُ الله. هكذا علَّمَتنا أُمُّنا الزهراءُ (ع) وعلى هذا المبدأِ ترعرعَتْ في بيتِ أبيها محمد (ص) وأمِّها خديجةَ (ع)، نَواةً أُولى لنموذج الحياة الإسلاميةِ الطيبةِ التي تجعل من الالتزامات الإلهيةِ الدينيةِ أساساً لسلوكياتِ الأفرادِ.

وما أجدَرَ بنا أن نتَمَثَّلَ قَدْرَ استطاعتِنا القيمَ الفاطميةَ في حياتنا، فهي كما وصفها إمامُنا الخمينيُّ (رض):

"أَکمل نسخة للبشرية. وکلُّ الجوانب المتصوَّرة للإنسان تتجلّی فی وجودها".

نسأله تعالى أن يوفقنا جميعاً للاهتداء بِهَديِ أمِّنا الزهراءِ (ع) قولاً وعملاً، حتى ننال رضى الله تعالى، إنه سميع مجيب.و أسأله تعالى أن ينصرنا و يوفقنا  لننهل من المعارف الدينية الحقيقية الاصيلة و وأتضرع الیه أن يأخذ بيدنا لتحصیل ما یوجب رضاه بلزوم  تقواه.وأستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان أحسن الحدیت و أبلغ الموعظه کتاب الله:

 

الخطبة الثانية: 25/11/98 – 19جمادی الثانیة 1441

اللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله وأمیر المومنین، والعزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلاء و عقیلة الهاشمیین، بنت ولی الله، و أخت ولي الله، وعمة ولي الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

اللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، وهب لنا دعاءها الزکي، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! أجدّد لنفسي ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها.

لقد تَزَيَّنَت هذه الأيامُ وتَتَزَيَّنُ بمناسباتٍ مبارَكةٍ منها ما ذكرْنا في الخطبةِ الأولى عن ذكرى ميلاد سيدتِنا الزهراءِ (ع) في العشرين من جمادى الآخرةِ، والذي يتزامنُ مع ذكرى ميلادِ حفيدِها الإمامِ الخمينيِّ (رض) مفجِّر الثورة الإسلاميةِ الإيرانيةِ التي أحيَيْنا ذكرى انتصارها الواحد والأربعين قبل أيامٍ، فأكرِّرُ التَّهانيَ لكم مرةً أُخرى.

لم تكن الثورةُ الإسلاميةُ حَدَثاً عابِراً محدوداً بمنطقةٍ معيَّنةٍ، رغمَ انطلاقِها من بقعةٍ جغرافيةٍ بعينِها وهي إيرانُ، بل كانت حركةً حضاريةً ثقافيةً دينيةً كبرى شكَّلَت مُنعَطَفاً تاريخياً حاسماً في مَسارِ مناهضةِ الاستكبار والظلم والجور ومحاربةِ سلوكياتِ المستكبرين الجاهليةِ في العصر الحديث. الأمرُ الذي يجعلُ منها معجزةً بكلِّ ما تحمِلُهُ الكلمةُ من معنىً، فقد حقَّقَت الانتصارَ رغمَ كافّةِ العَقَباتِ، واستَمَرَّت في التمسُّكِ بمبادئِها طوالَ أكثرَ من أربعةِ عقودٍ متجاوِزَةً كلَّ التحدِّياتِ والمؤمراتِ، وهي أقوى من قبلُ وأعظمُ تأثيراً على مستوى المنطقةِ والعالَمِ، بينما أعداؤها وعلى رأسِهم أمريكا والكيانُ الصهيونيُّ أشَدُّ ضَعفاً وأُفولاً.

وهنا، يَحِقُّ لنا أن نُوَجِّهَ كلمةً للمنصفين في العالَمِ بالقول:

بعد مرورِ واحدٍ وأربعين عاماً من انتصار ثورتنا المباركة، قارِنوا بين إيرانَ وأمريكا! قارنوا بین ایران و اسرائیل: أيُّهُما أكثرُ تأثيراً في معادلات المنطقةِ؟ وأيُّهُما تصاعَدَت حركتُهُ؟ وأَيُّهُما أَفَلَتْ؟

ولا ريبَ أنّهم لن يَحاروا جواباً سوى الاعترافِ بالحقائقِ التي تُثبِتُ المَسارَ التصاعُدِيَّ للثورة، في مقابِلِ انحدارِ مُناوئيها، كما يُذْعِنُ بها الأعداءُ قبلَ الأصدقاءِ. فهذا الرئيس الأمريكيُّ الأسبَقُ كارتر الذي كان يَكيلُ قصائدَ المدحِ للشاه المقبورِ واصفاً إيرانَ في ظلِّ حكمه البائدِ

بجزيرةِ الاستقرارِ، وذلك قبلَ انتصارِ الثورةِ بعامٍ، نراهُ يُغيِّرُ موقفَه مائةً وثمانين درجةً بعدهُ، ليقول؛

"لو تسمح لي إيران بالدخول إلى أراضيها حتى أضع وردة حمراء على قبر الخميني".

و هذا إنما يدل على عظمة شخصية الإمامِ الكريمة حتى عند أعدائه! وهو الذي فرضَ عليهم القبولَ بحقائقِ قوةِ الثورةِ مُرغَمين، فلا يجدون مَناصاً سوى التَّوَدُّدِ لها.

مِنْ هُنا نُدرِكُ حجمَ الإعجازِ الذي تَحَقَّقَ بانتصارِ الثورةِ.

نعم! إنّ ثورتَنا إعجازيّةٌ وصفَها ذلك الشهيدُ العالِمُ المجتهدُ البصيرُ السيدُ محمد باقرُ الصدرُ بقوله:

قد حقق الله تعالى آمالَ جميع الأنبياءِ على يد هذا الرجل العظيم (يعني الامام الخميني).

ولا ريبَ أنّ محاربةَ الظلم والجور ومقاومةَ المستكبرين من أهمِّ آمالِ الأنبياءِ جميعاً. وقد جعلتها الثورةُ على رأسِ أولوياتِها؛ فها هي الجمهوريةُ الإسلاميةُ سَبَّاقةٌ لتلبيةِ نداءِ المظلومين والمستضعفين في كلِّ بقعةٍ من العالَم دعماً لهم تحقيقاً لآمالِ الأنبياءِ. وما استشهادُ القائدين سليماني والمهندس إلا نموذجاً لتلك الحقيقةِ.

ومن أَوْجُهِ ذلك الإعجازِ أنّ مرورَ ما يَرْبو على أربعين عاماً من عمر الثورة لم يَزِدْها إلا اقتداراً، تقف بكلِّ عزّةٍ وإباءٍ في مقابلِ أعدائِها. فها هو إمامُنا الخامنئيُّ يخاطب الصهاينةَ ويردُّ على تهديداتهم بالقول:

"لو ارتكبَت إسرائيلُ أصغرَ غلطةٍ، فإننا سَنُسَوِّي تل أبيبَ وحيفا بالتراب".

وعندما يرفضُ إمامُنا الخامنئيُّ (دام ظله) استلامَ رسالةِ رئيسِ أمريكا الأحمقِ ترامب عبرِ رئيسِ الحكومةِ اليابانيِّ قائلاً: "لا أراه لائقاً بتبادل الرسائل معه". فهذه مؤشِّراتٌ لا لُبْسَ فيها على أفول أمریکا. ناهِيكُمْ عن الانتصاراتِ التي حقَّقَتها الثورةُ في مختلف الميادين طوالَ أربعةِ عقود، ما لا يَسَعُ المجالُ لاستعراضِها.

أيها المؤمنون والمؤمنات

في ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد القائد الحاج قاسم سليماني وأخيه أبي مهدي المهندسِ، نستذكرُ عظمةَ الثورة الإسلاميةِ وإمامِها، والتي خَرَّجَتْ أمثالَ أولئك القادةِ الأفذاذِ، وجعلَت من الشهادةِ أعلى القِيَمِ التي تروي بدماء شهدائها شجرةَ الثورةِ كي تزدادَ رسوخاً، وكلّما زاد عددُ الشهداءِ زادت المقاومةُ عزةً وسُؤْدَداً، وزاد أعداؤها ذلاً وهواناً؛ إذ بأمثال الشهيد سليماني ورفاقه سقطَت مشاريع الاستكبار الأمريكيةِ الصهيونيةِ في المنطقة من سوريا إلى لبنان وفلسطين والعراق واليمن، وبدمائهم التي أثمرَت المئاتِ من سليماني والمهندس من أبناء محور المقاومةِ سيخرج الأمريكان مدحورين من المنطقة، بعدَ أن ملؤوا صدورَ شعوبِها حقداً وبغضاً لوجودهم المحتلِّ في حالةٍ عامّةٍ تأبى بقاءَهم ولو للحظةٍ على أراضيها التي لن تكون إلا للأحرار المقاومين، لا المنبطحين الخانعين الرجعيين.

وعندما تأتي الأنباءُ من إحدى قرى سوريا الصمود بالقامشلي عن قيام أبناء هذا البلدِ المقاومِ بإنزالِ العلم الأمريكيِّ من آليةٍ للاحتلالِ الأمريكيِّ ومنع المحتلين الأمريكانِ من دخول تلك القريةِ، يغمُرُنا شعورٌ غامِرٌ بالفخرِ والاعتزازِ بهذا الشعبِ الأَبِيِّ الذي سيُطلِقُ الشرارةَ الثانيةَ لإخراجِ الغُزاةِ الأمريكانِ بعدَ العراق، وهذه بشارةٌ كبرى لسحقِ و أفولِ الأمريكانِ.

رحمةُ الله ورضوانُه على إمامنا الخميني (رض) وأبنائه الشهداء المقاومين لا سيما القائدَين سليماني والمهندس، ونسأله تعالى أن يرزقَنا الشهادةَ في سبيلِه. إنه سميع مجيب.

اللهم؛ ان هذا اليوم يوم الجمعة و سيد أيام الأسبوع وهذه الأيام التي نعيشها و هي من أيامك الكبرى ؛ فبحق محمد و آل محمد اغفر ذنوبنا و اعتق رقابنا من النار و أدخلنا الجنة و أوصلنا مقام الرضى و الرضوان.

أسال الله تعالى أن يوفق الأمة الاسلامية و محور المقاومة للبصيرة والانتصار في وقوفه في وجه الاستكبار و أسال الله التوفيق لهم.

اللهم؛ بحق محمد وآل محمد، اجتث جذور الفتن من أمتنا الإسلامية ، ما ظهر منها وما بطن، وردَّ كيد أعدائها في نحورهم.

اللهم؛ بحق محمد وآل محمد، ابلُغ بنا ذروة مقام العبودية لك وقمة درجات الانعتاق من الشيطان بتعجيل ظهور مولانا صاحب العصر والزمان.

اللهم؛ بحق محمد وآل محمد، أعطِ جوائزك السنيّةَ لأمة خير خلقك، شفاءً للمرضى وفِكاكاً للأسرى وتسكيناً للقلوب وجمعاً للشمل وتحقيقاً للآمال وتخفيفاً للآلام ونصراً لأوليائك ورغماً على أعدائك‘ و نصرة للمجاهدين و المظلومين

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائرَ بلاد المسلمين.

اللهم احفظ مراجع تقليدنا العظام وعلمائنا الأعلام لا سيما سيدَنا الإمام الخامنئي (دام ظله)، وأيده بتأييدك وانصره بنصرك وأطل عمره في عافية وعزة واحرسه بعينك التي لا تنام يا رب العالمين.

اللهم ارحم امواتنا و اموات المسلمين جميعا يا الله‘ لا سيما الشهداء و أعل درجتهم وارزقنا شفاعتهم يا رب العالمين.

الاخوة و الأخوات‘ الذين شاركوا في صلاة الجمعة! اقض حوائجهم‘ اشف مرضاهم‘ ارحم موتاهم‘ سلم مسافريهم‘ أد ديونهم‘ اغفر ذنوبهم بحق محمد و آل محمد. اللهم اغفر لنا و لوالدينا و لمن وجب له حق علينا. استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه