2024 March 19 - سه شنبه 29 اسفند 1402
الأخلاق الإسلامية (الأخلاق الإلهية) (الارتباط مع الله بالعمل الصالح)
کد خبر: ٢٦٨٧ تاریخ انتشار: ٠٨ آذر ١٣٩٨ - ٢١:٥٠ تعداد بازدید: 2017
صفحه نخست » خطبه سال 98 » خطبه های نماز جمعه
الأخلاق الإسلامية (الأخلاق الإلهية) (الارتباط مع الله بالعمل الصالح)

الخطبة الأولى: 8/9/98 –  2 ربیع الثاني 1441

توصية بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! أوصيکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهيه و أحذركم من عقابه.

الموضوع: الأخلاق الإسلامية (الأخلاق الإلهية) (الارتباط مع الله بالعمل الصالح)

لم نَبسُطِ الحديث حول الأخلاق الإلهيةِ في خطب الجمعة طوال عامٍ كاملٍ، إلا سعياً للبحث عن أفضل سبل الارتباط بالله وكسبِ رضاه في ضوء تعاليم القرآن والحديث، نسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل معرفته وقُربِهِ. وكما يحتاج الإنسان للتواصل مع الغير تلبيةً لمتطلَّباتِه، فهو إلى الاتصال بربِّه أحوَجُ، ما يدعوه لاتخاذ أفضل السبل لذلك، وهو ما أطلقنا عليها "الأخلال الإلهيةَ" عنواناً لكثيرٍ من خطبنا.

عبادالله!

اعلموا أن خطّ الاتصال بالله مفتوحٌ دائماً، بل لا يشغَله سمعٌ عن سمعٍ، ولا يُبرِمُه إلحاحُ المُلِحّين، وهو تعالى أشوَقُ لسماعِ صوت عبده وطَرْقِ بابه؛ فعن رسول الله (ص): "لَلهُ أفرح بتوبة عبده من العقيم الوالد، ومن الضال الواجد، ومن الظمآن الوارد".

إن كان الأمرُ كذلك، فلا شكَّ في أنّ مشكلةَ ضعف التواصل بالله يعود للعبدِ نفسِه، شأنُه في ذلك شأنُ من يطلبُ الرقمَ الخطأَ، أو يكونُ خارجَ التغطيةِ، فلا يتلقّى جواباً.

والاتصال بالله بمثابة تحليقٍ روحيٍّ، يستدعي توفُّرَ جناحين معاً هما: المعرفةُ والعملُ الصالحُ؛ يقول أميرُ المؤمنين علي (ع): "فَبِالاْیمَانِ یُسْتَدَلُّ عَلَی الصَّالِحَاتِ وَ بَالصَّالِحَاتِ یُسْتَدَلُّ عَلَی الْإِیمَانِ وَ بالْإِیمَانِ یُعْمَرُ الْعِلْمُ".

فلا الإيمانُ وحدَه كافٍ لبلوغ كمال القرب من الله، ولا العملُ الصالحُ وحدَه أيضاً، فهما صِنوانٌ.

والعملُ الصالحُ هو كلُّ سلوكٍ ينطوي على رضى الله ويوجب التقرُّبَ إليه، ويستحقُّ أن يكون رصيداً للآخرة؛

قال أمير المؤمنين عليه السلام: "الْعَمَلَ‏ الصَّالِحُ‏ حَرْثُ الْآخِرَة".

عبادَ الله

إنّ قبول الأعمال الصالحة عند الله، كما تطفح الأحاديث بذلك، يعني إمكانيةَ التقرب إليه بها؛ وإليكم نماذجَ قرآنيةً عن آثار الأعمال الصالحة:

﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾

وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾

﴿وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾

﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾.

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾

﴿وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدً﴾.

فالإيمان يهدي للعمل الصالح، الذي بدوره يرسِّخ الإيمانَ ويعكسُه سلوكاً، فهما سبيل النجاة والسعادة؛ يقول الإمام علي (ع) مخاطباً مالكَ الأشترَ:

"فَلْیَکُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَیْکَ ذَخِیرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَامْلِکْ هَوَاکَ وَشُحَّ بِنَفْسِکَ عَمَّا لاَ یَحِلُّ لَك".

وورد عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أنّه قَالَ: "إِنَّكُمْ لَا تَكُونُونَ صَالِحِينَ حَتّى‏ تَعْرِفُوا، وَلَا تَعْرِفُوا حَتّى‏ تُصَدِّقُوا، وَلَا تُصَدِّقُوا حَتّى‏ تُسَلِّمُوا أَبْوَابًا أَرْبَعَةً لَا يَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلَّا بِآخِرِهَا، ضَلَّ أَصْحَابُ الثَّلَاثَةِ، وَتَاهُوا تَيْهًا بَعِيدًا، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ لَا يَقْبَلُ إِلَّا الْعَمَلَ‏ الصَّالِحَ‏، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الْوَفَاءَ بِالشُّرُوطِ وَالْعُهُودِ، فَمَنْ وَفى‏ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِشَرْطِه، واسْتَعْمَلَ مَا وَصَفَ فِي عَهْدِه، نَالَ مَا عِنْدَه، واسْتَكْمَلَ مَا وَعَدَه. إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ الْهُدَى، وشَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ، وأَخْبَرَهُمْ كَيْفَ يَسْلُكُونَ، فَقَالَ: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾"

عباد الله

إن أردنا معياراً لقياس حقيقة الإيمان، فلنراقب سلوكياتنا. فإن كانت بما يرضي الله، فالإيمانُ واقعيٌّ. أما إن كانت رياءً ونفاقاً أو مخالِفةً لأوامر الله ونواهيه، فهناك مشكلةٌ في الإيمان تستدعي المبادرة للإصلاح قبل أن تستفحِلَ.

ورد في أسباب النزول: أنّ رجلا جاء إلى النّبي صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم فقال: إنّي أتصدق وأصل الرحم ، ولا أصنع ذلك إلّا لله ، فيذكر ذلك منّي،وأحمد عليه فيسرّني ذلك ، وأعجب به. فسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يقل شيئا ، فنزلت الآية المباركة: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً.

يعني أن العمل الصالح هو الطريق الوحيد الذي يمكن التقرب به الى الله تعالى.

نسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن ذاق حلاوةَ الإيمان ونشرَ عِطرَه عملاً صالحاً. إنه سميع مجيب.

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية: 1/9/98 – 24 ربیع الأول 1441

اللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله وأمیر المومنین، والعزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلاء و عقیلة الهاشمیین، بنت ولی الله، و أخت ولي الله، وعمة ولي الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

اللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، وهب لنا دعاءها الزکي، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! أجدّد لنفسي ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها.

إنّ ما يميّز المرحلةَ التاريخيةَ الراهنةَ التي نعيشها إقليمياً وعالمياً، تَسارُعُ التطوراتِ وانكشافُ المواقف وارتِسامُ الحدود بين الأعداء والأصدقاء الحقيقيين للشعوب التي تطمحُ للعزة والكرامة، ما يجعلُ من عنصرِ البصيرة أساساً في مقاربة القضايا بعمقٍ بعيداً عن السطحيةِ والغفلة.

ولا يمكن لأيِّ منصِفٍ إنكارُ حقيقةِ دور الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة في تبديل معادلات الصراع لصالح الشعوب المستضعفة؛ فبعدَ أن كانت أمريكا هي الآمِرَ الناهيَ في المنطقة، يتبارى على أعتابِ جبروتها رؤوس المنطقة كي يلثموها خانعين خوفاً على كراسيهم، إذا برجلٍ إلهيٍّ ينبري منذ ما يربو على أربعة عقود بكل شجاعة إيمانية ليُزيلَ أكوامَ الذلِّ المتراكِمةَ ويبعثَ حياةَ العزةِ والإباءِ من جديدٍ، فيواجهَ الأمريكانَ بعدَ أن بيّنَ أنه العدوُّ، ليقولَ على رؤوس الأشهادِ؛ إن أمريكا هي الشيطانُ الأكبرُ. عملاً بالمنهج القرآنيّ في لزوم فضحِ العدوِّ منعاً للوقوع في فخِّ ألاعيبه.

فما الحكمةُ من وسمِها بذلك؟

لعلّ التاريخَ لم يشهد إمبراطوريةً جسَّدَت الشرَّ المطلقَ لشعوب العالم قاطبةً كالإدارة الأمريكيةِ التي أثبتَت من خلال سياساتها الاستكبارية المتغطرسة أنها العدوُّ الأولُ لها بشهادة استطلاعات الرأي العالميةِ، في تطابقٍ كاملٍ مع طينة الشيطان الأكبرِ " إنّ الشيطان لكم عدوٌّ فاتخذوها عدواً"،

حتى قال إمامُنا الخامنئي (دام طله) في كلمته بمؤتمر الوحدة الإسلامية الأخير: "إن أمريكا عدوة الجميع، لا الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ وحدَها... بل إنها عدوُّ آل سعود لكنهم لا يعلمون!".

فهي لا تُطيقُ استقلالَ الشعوب وحريةَ إرادتِها، وقامت منظومتُها السياسيةُ على ذلك، كما ذكر الإمامُ القائدُ في كلمته بمناسبة أسبوع التعبئة "البسيج" قائلاً:

"إنّ نظام الهيمنة نقيض للحريّة والعدالة. وهذا ما يجعل النظام الإسلامي بشكل طبيعي معرّضاً لتهديدات نظام المهيمنين وجبهة الاستكبار".

وإذ بيَّنَ سماحته مدى رفض أمريكا فكرةَ استقلال الشعوب ومحاربتَها له، أكَّد على أهمية تسلُّح الشعوب بالبصيرة كي لا تخلطَ بين العدوّ والصديق، محذِّراً من التعامل مع أمريكا باعتبارها صديقاً، ما يشكِّل الخطوةَ الأولى لبسطِ الهيمنة الأمريكية على حساب عزة الشعوب وكرامتِها. الأمرُ الذي يكشف السببَ الذي يدعونا لتوجيه أصابع الاتهام للإدارة الأمريكية في كلّ اضطرابٍ يستهدفُ المجتمعاتِ المستقلةَ المناهِضةَ للمشروع الأمريكي في سوريا والعراق ولبنان وإيران وغيرها.

وبعدَ أن عجزَت أمريكا عن فرض هيمنتها بشنِّ الحروب العسكرية أصالةً أو وكالةً عبرَ أذنابها الصهاينةِ والرجعيين، عمَدَت لتغيير تكتيكها من خلال الحرب الناعمة اقتصادياً وثقافياً تحت عنوان فرضِ أقصى الضغط لضرب حالة الاستقرار في الدول المناهضة لسياساتها، بركوب الموجات المطلبية المُحِقّةِ وحرفِها عن مسارها. ولَسوفَ تفشَل أيضاً في هذه المعركةِ كما فشِلَت سياسياً وعسكرياً كما بشَّر إمامُنا الخامنئيُّ (دام ظله).

أيها المؤمنون والمؤمنات

حين يبشرُ الإمامُ القائدُ بالنصر وردِّ العدوان الاقتصاديِّ على أعقابه؛ فإنّ موقفَ سماحته قائمٌ على حقائقَ ثابتةٍ لا تقبلُ الشكَّ والترديد.

إنّ سماحته يراهِنُ على محور المقاومة سدّاً منيعاً في مواجهة اعتداءات الأعداء. ذلك المحورُ الذي زادت من منسوبِ المناعةِ لدى شعوبه، ما خَبِرَ من تجارُبَ صعبةٍ طوالَ السنوات الماضيةِ، في مواجهة الإرهاب الصهيوأمريكي الرجعي على مستوى المنطقة.

نعم! إن أبناء محور المقاومة يؤمنون بأنّ انتصارهم على مشروع الهيمنة الأمريكي رهنٌ بصمود شعوب المنطقة ووحدتها في ظل المشروع المقاوم.

ولن تنالَ شعوبُ منطقتنا عزتَها وكرامتَها وحريتَها واستقلالَها إلا بالانضواء تحت راية المشروع المقاوم.

فها هي سوريا أوضحُ نموذجٍ على صحة الرهانِ على المشروع المقاوم؛ فقد استطاعت بفضل قيادتها الحكيمة والشجاعة وتلاحُم جيشها وشعبها ودعمِ حلفائها بمحور المقاومة أن تحافظ على سيادتها واستقلالها ووحدتها في مواجهة حربٍ كونيةٍ غير مسبوقةٍ طوالَ ثماني سنواتٍ وتخرجَ منتصرةً. حتى صار سيادةُ الرئيس الدكتور بشار الأسد في مواقفه المناهضة للإدارة الترامبية قولاً وعملاً، مثالاً يُحتَذى للعزة والكرامة. في الوقت الذي لا يتجرأ فيه الرئيسُ الأمريكيُ على زيارة بعض دول المنطقة التي صرفَ فيها آلافَ الملياراتِ من الدولارات إلا سراً كاللصوص مكتفياً بالحضور في إحدى القواعد العسكرية فيها.

نعم! كلُّ الشواهد في منطقتنا تشيرُ بوضوح أنّ المقاومةَ تعيش عصرَها الذهبيَّ عزةً وكرامةً. بينما المشروعُ الأمريكيُّ متَمَرِّغٌ في أوحال الذلِّ والمَهانَة.

اللهم؛ ان هذا اليوم يوم الجمعة و سيد أيام الأسبوع وهذه الأيام التي نعيشها و هي من أيامك الكبرى ؛ فبحق محمد و آل محمد اغفر ذنوبنا و اعتق رقابنا من النار و أدخلنا الجنة و أوصلنا مقام الرضى و الرضوان.

أسال الله تعالى أن يوفق الأمة السلامية و محور المقاومة للبصيرة والانتصار في وقوفه في وجه الاستكبار و أسال الله التوفيق لهم.

اللهم؛ بحق محمد وآل محمد، اجتث جذور الفتن من أمتنا الإسلامية ، ما ظهر منها وما بطن، وردَّ كيد أعدائها في نحورهم.

اللهم؛ بحق محمد وآل محمد، ابلُغ بنا ذروة مقام العبودية لك وقمة درجات الانعتاق من الشيطان بتعجيل ظهور مولانا صاحب العصر والزمان.

اللهم؛ بحق محمد وآل محمد، أعطِ جوائزك السنيّةَ لأمة خير خلقك، شفاءً للمرضى وفِكاكاً للأسرى وتسكيناً للقلوب وجمعاً للشمل وتحقيقاً للآمال وتخفيفاً للآلام ونصراً لأوليائك ورغماً على أعدائك.

اللهم انصر إخواننا المظلومين وانصر المجاهدين منهم في كل مكان.

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائرَ بلاد المسلمين.

اللهم احفظ مراجع تقليدنا العظام وعلمائنا الأعلام لا سيما سيدَنا الإمام الخامنئي (دام ظله)، وأيده بتأييدك وانصره بنصرك وأطل عمره في عافية وعزة واحرسه بعينك التي لا تنام يا رب العالمين.

اللهم ارحم امواتنا و اموات المسلمين جميعا يا الله‘ لا سيما الشهداء و أعل درجتهم وارزقنا شفاعتهم يا رب العالمين.

الاخوة و الأخوات‘ الذين شاركوا في صلاة الجمعة! اقض حوائجهم‘ اشف مرضاهم‘ ارحم موتاهم‘ سلم مسافريهم‘ أد ديونهم‘ اغفر ذنوبهم بحق محمد و آل محمد. اللهم اغفر لنا و لوالدينا و لمن وجب له حق علينا.

استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه