2024 March 19 - سه شنبه 29 اسفند 1402
الأخلاق الإسلامية (الأخلاق الإلهية) (التعرض للدعاء رحمة والاعراض عنه عذاب)
کد خبر: ٢٦٦٣ تاریخ انتشار: ٠٥ مهر ١٣٩٨ - ٢١:٠٤ تعداد بازدید: 2223
صفحه نخست » خطبه سال 98 » خطبه های نماز جمعه
الأخلاق الإسلامية (الأخلاق الإلهية) (التعرض للدعاء رحمة والاعراض عنه عذاب)

الخطبة الأولى:9875 – 27محرم الحرام 1441

توصية بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! أوصيکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهيه و أحذركم من عقابه.

الموضوع: الأخلاق الإسلامية (الأخلاق الإلهية) (التعرض للدعاء رحمة والاعراض عنه عذاب)

إنّ فطرة الله التي أودعها في الإنسان تدفعه للارتباط بخالقه والتواصل معه، وهو تعالى بدوره وجّهه للدعاء والمناجاة سبيلاً أمثلَ لتلبية حاجته الفطرية تلك، ما يجعل منهما مفتاح باب التعرّض لرحمته؛ فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: الدُّعاءُ مِفتاحُ الرَّحمَةِ .

یعنی أن الانسان اذا اراد أن تأمن حاجته الفطرية فلابد من من الأخذ بالمفتاح و هو الدعاء.

وعن الإمام عليّ عليه السلام: الدُّعاءُ مِفتاحُ الرَّحمَةِ ، ومِصباحُ الظُّلمَةِ .

فإن كانت الرحمةُ الإلهيةُ بمعنى إفساح المجال للعباد كي يرِدوا مناهلَ نعمه وآلائه والدخول لأعتاب فضله والتواصل معه بدون قيدٍ أو حدٍّ، فالدعاء أجلى مصاديق تحقّقه بخلق صلةٍ تقوم على العشق وتَتَمَظهَر بالنجوى معه؛ ما يجعل العبدَ يعيش أجملَ لحظات حياته معه، مصداقاً للرحمة الإلهية التي لولاها لَما ذاق العبدُ حلاوةَ التواصل المباشر مع الله دعاءً ومناجاةً، ولَما أُتيحَت له فرصةُ الحضور في أعتاب قدسه والاستماع لنجواه؛ فعن عيسى عليه السلام ـ في مَواعِظِهِ لأَِصحابِهِ ـ: بِحَقٍّ أقولُ لَكُم: إنَّ الشَّمسَ نورُ كُلِّ شَيءٍ، وإنَّ الحِكمَةَ نورُ كُلِّ قَلبٍ، وَالتَّقوى رَأسُ كُلِّ حِكمَةٍ، وَالحَقَّ بابُ كُلِّ خَيرٍ، ورَحمَةَ اللّه ِ بابُ كُلِّ حَقٍّ، ومَفاتيحُ ذلِكَ الدُّعاءُ وَالتَّضَرُّعُ وَالعَمَلُ ، وكَيفَ يُفتَحُ بابٌ بِغَيرِ مِفتاحٍ ؟!

فالدعاء-عبادَ الله- جامعٌ لكافة مصاديق الرحمة الإلهية؛ إذ بهُداهُ يبلغ العبدُ مواطن النور والحكمة والتقوى، ليبدِّدَ ظلمات النفس وحجب القلب؛ حتى إنّ الدعاء أفضلُ علاجٍ لأمراض الروح؛ فعن فلاح السائل عن جميل بن درّاج : دَخَلَ رَجُلٌ عَلى أبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يا سَيِّدي ، عَلَت سِنّي وماتَ أقارِبي ، وأنَا خائِفٌ أن يُدرِكَنِيَ المَوتُ ولَيسَ لي مَن آنِسُ بِهِ وأرجِعُ إلَيهِ .

فَقالَ لَهُ : إنَّ مِن إخوانِكَ المُؤمِنينَ مَن هُوَ أقرَبُ نَسَبا أو سَبَبا ، واُنسُكَ بِهِ خَيرٌ مِن اُنسِكَ بِقَريبٍ ، ومَعَ هذا فَعَلَيكَ بِالدُّعاءِ .

عبادَ الله

إنّ الدعاء الخطوةُ الأولى في مسير التقرّب إلى الله؛ فلا يمكن التواصل مع الله دون استئذان، وقد أذن الله بذلك وشرَّعَ الباب لذلك أمام عباده. حتى صار الدعاءُ معياراً لقياس مدى القرب من الله والبعد عنه؛ فعن الإمام عليّ عليه السلام : التَّقَرُّبُ إلَى اللّه ِ تَعالى بِمَسأَلَتِهِ ، وإلَى النّاسِ بِتَركِها .

وعنه عليه السلام : الحُظوَةُ عِندَ الخالِقِ بِالرَّغبَةِ فيما لَدَيهِ . الحُظوَةُ عِندَ المَخلوقِ بِالرَّغبَةِ عَمّا في يَدَيهِ .

عبادَ الله

إنّ الدعاء يعود بالخير كلِّه للإنسان؛ فهو المستفيد وحدَه من تواصله مع الله، لتعليق كافة شؤونه بإرادة الله الذي لا يعزب عن علمه شيئ في الأرض ولا في السماء؛ فعن الإمام عليّ عليه السلام : أربَعٌ لِلمَرءِ لا عَلَيهِ : الإِيمانُ وَالشُّكرُ ... وَالاِستِغفارُ ... وَالدُّعاءُ ؛ فَإِنَّهُ قالَ [ تَعالى ] : "قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ".

من هنا نفهم حقيقة الدعاء كما ورد في الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين (ع) عندما يناجي ربه في وداع شهر رمضان بالقول:

"... وقُلتَ : «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» فَسَمَّيتَ دُعاءَكَ عِبادَةً وتَركَهُ استِكبارا ، وتَوَعَّدتَ عَلى تَركِهِ دُخولَ جَهَنَّمَ داخِرينَ...".

فإن كانت العبادة عنوانَ التقرّب لله، فالدعاء أبرزُ مصداقٍ لها.

نسأله تعالى أن يجعلنا من أهل عبادته ودعائه. إنه سميع الدعاء.

و نسأله تعالى أن ينصرنا و يوفقنا  لننهل من المعارف الدينية الحقيقية الاصيلة و وأتضرع الیه أن يأخذ بيدنا لتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه.

وأستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات.

ان أحسن الحدیت و أبلغ الموعظه کتاب الله:

 

الخطبة الثانية: 5/7/98 – 27محرم الحرام 1441

اللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله وأمیر المومنین، والعزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلاء و عقیلة الهاشمیین، بنت ولی الله، و أخت ولي الله، وعمة ولي الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

اللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، وهب لنا دعاءها الزکي، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! أجدّد لنفسي ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها.

تعاني العلاقات الدولية في عالمنا المعاصر من غياب العدالة وترجيح الكفة لصالح القوى المتغطرسة، ما ينعكس ظلماً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وبيئياً يلقي بظلاله الثقيلة على مختلف المستويات. ولا أَدَلَّ على ذلك اقتصادياً من استيلاء عدة قليلة جشعة على أغلب الثروات في العالم، لتعيش الأغلبية الساحقة من الشعوب في فقر مدقِع.

ففي الوقت الذي تصرَف المليارات الأمريكية في السعودية على قتل الابرياء في اليمن، هناك شرائحُ اجتماعية في السعودية نفسِها تعيش تحت خط الفقر. والأمرُ نفسُه ينطبق على امريكا.

أما الظلم على مستوى السياسة الدولية، فحدِّثْ ولا حَرَج عن الحروب والدمار والتهديدات والتضييقات والعقوبات الاقتصادية التي تمارسها القوى المتغطرسة لفرض هيمنتها وسيطرتها على الدول والشعوب، حتى صارت المعاييرُ المزدوَجةُ هي الحاكمة؛ فنرى بعض الدول لها الحقُّ في امتلاك وانتاج الاسلحة النووية والذرية والمحرمة دولياً، بينما يُمنَع آخرون من حق الاستثمار السلمي للطاقة النووية في الدواء والعلاج وتوليد الطاقة وغيرها من الحاجات الاساسية.

وما برحت الدول المستقلة والحرة تتجرّع غصص ذلك الجور؛ كالجمهورية الاسلامية الايرانية التي تتعرض لعقوبات اقتصادية جائرة منذ اكثر من اربعة عقود من الزمن نتيجة مواقفها المبدئية.

وكذلك العراق الذي لا يزال يعاني منذ سقوط النظام الصدامي و قبله حتى يومنا هذا بسبب تدخل القوى الاستكبارية والرجعية في شؤونه الداخلية.

اما في سوريا فالجرحُ لمّا يندمِلْ بعدُ من الحرب الكونية الظالمة التي شُنَّت عليها طوال اكثر من سبع سنوات. وكذلك الامرُ بالنسبة لليمن المظلوم الذي شهد خلال الحرب الظالمة عليه مجاعةً حقيقيةً بكل معنى الكلمة وسط صمت دولي مريب، وذلك نتيجةَ هيمنة القوى الاستكبارية كامريكا على المنظمات الدولية كالامم المتحدة التي صارت أشبهَ بأداةٍ طيِّعةٍ لتمرير سياساتها العدوانية.

وما دعم الكيان الصهيوني الغاصب الذي لقي اعترافه المزعوم كدولة في الامم المتحدة على حساب حق الشعب الفلسطيني، والسكوت وتحريف الحقائق عن استخدام الاسلحة المحظورة دولياً وارتكاب ابشع المجازر بحق الابرياء من قبل الارهابيين التكفيريين المدعومين استكبارياً وصهيونياً ورجعياً في سوريا، وكذلك التغاضي عن الظلم اللاحق بشريحة واسعة من ابناء الشعب النيجيري والاعتقال التعسفي للشيخ الزكزكي وزوجه وقتل ابنائه سوى نماذج عن الجور والظلم الذي يسود النظام العالمي.

ولكن هل يعني ذلك ان تستسلم الشعوب للامر الواقع دون ان تحرك ساكناً؟

إنّ الإجابة بالنفي طبعاً لا سيما في ضوء التجارب الناجحة التي قدمها عصرنا الحديث عن مشاريع المقاومة والصمود والتي اكتسبت زَخَماً قوياً بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة بقيادة الامام الخميني (رض)؛ حين قلبَ المعادلات لصالح المظلومين، ليبُثَّ الحياةَ من جديد في الامة الاسلامية واحرار العالم ويعيد الأمل فيهم بحتمية انتصار الدم على السيف واستعادة الحقوق المسلوبة بالتضحية والصمود والايمان والاخلاص، ما خلق النواةَ الاولى لمحور المقاومة الذي يجمع المظلومين في مواجهة الظالمين.

نعم! إن محور المقاومة بمعناه الحقيقي اوسعُ بكثير من مجرد موقف سياسي، فهو يمثل خط العدالة والمطالبة بالحقوق العادلة التي طالما تاقت البشرية لتحقيقها في مواجهة ظلم المستكبرين وجورهم. وهو المحور الذي يمهد لظهور منقذ الانسانية الذي سيملأ الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

إن محور المقاومة، في الحقيقة، هو دعوة كافة المسلمين للوحدة والانسجام في مواجهة الفتن والمستكبرين الذي يبثونها؛ فالعدالة لا يمكن ان تتحقق الا في ظل الوحدة والاتحاد، وهو المنهج الذي اختَطَّه الامام الخميني (رض) ورسّخه الامام الخامنئي (دام ظله)، دعماً لحقوق الشعوب المستضعفة، حتى تتحول المظلومية بالمقاومة الى اجلى مظاهر العزة ومواقف الكرامة في مواجهة دعاة الذلة والهوان اينما كانوا.

ولن تمضي الايام والسنوات الا وقد تحول محور المقاومة الى منبر للشعوب الحرة والمظلومة كي تبرز مواقفها الحقة قولاً وفعلاً، دون الحاجة لا للجمعية العامة للامم المتحدة ولا لغيرها. انهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.

عن الخوارزمي في مقتل الحسين باسناده عن أبي خالد ، عن زيد ، عن أبيه ( عليه السلام ) ، إن سهل بن سعد قال : خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام ، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار كثيرة الأشجار ، قد علقوا الستور والحجب والديباج ، وهم فرحون مستبشرون ، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول ؛ فقلت في نفسي ، لعل لأهل الشام عيدا لا نعرفه نحن.

فرأيت قوما يتحدثون ، فقلت : يا هؤلاء ألكم بالشام عيد لا نعرفه نحن ؟

قالوا : يا شيخ نراك غريبا !

فقلت أنا سهل بن سعد ، قد رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحملت حديثه.

فقالوا : يا سهل ما أعجبك السماء لا تمطر دما ، والأرض لا تخسف بأهلها . قلت : ولم ذاك ؟ فقالوا : هذا رأس الحسين عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله)، يهدى من أرض العراق إلى الشام ، وسيأتي الآن .

قلت : وا عجباه أيهدى رأس الحسين والناس يفرحون ، فمن أي باب يدخل ؟ فأشاروا إلى باب يقال له : باب الساعات.

فسرت نحو الباب ، فبينما أنا هنالك ، إذ جاءت الرايات يتلو بعضها بعضا ، وإذا أنا بفارس بيده رمح منزوع السنان ؛ وعليه رأس من أشبه الناس وجها برسول الله.

وإذا بنسوة من ورائه على جمال بغير وطاء ، فدنوت من إحداهن فقلت لها : يا جارية من أنت ؟

فقالت : سكينة بنت الحسين . فقلت لها : ألك حاجة إلي ؟ فأنا سهل بن سعد ، ممن رأى جدك وسمعت حديثه .

قالت : يا سهل قل لصاحب الرأس أن يتقدم بالرأس أمامنا حتى يشتغل الناس بالنظر إليه فلا ينظرون إلينا ، فنحن حرم رسول الله .

قال : فدنوت من صاحب الرأس وقلت له : هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمائة دينار ؟

قال : وما هي ؟ قلت : تقدم الرأس أمام الحرم ، ففعل ذلك ، ودفعت له ما وعدته.....

 



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه