2024 March 19 - سه شنبه 29 اسفند 1402
ان الامام الحسين(ع) مدرسة متكاملة للقيم الانسانية
کد خبر: ٢٣٨٠ تاریخ انتشار: ١٤ مهر ١٣٩٦ - ٢١:٥١ تعداد بازدید: 3936
صفحه نخست » خطبه سال 96 » خطبه های نماز جمعه
ان الامام الحسين(ع) مدرسة متكاملة للقيم الانسانية

الخطبة الاولى:  15 محرم الحرام 1439  - 1396714

توصیة بتقوی الله عزوجل

قال للحسين(ع) رجل: من أشرف الناس؟

فقال(ع): من اتعظ قبل أن يوعظ واستيقظ قبل أن يوقظ. موسوعة كلمات الامام الحسين(ع): ص 816 ح 837.

معنى هذا الحديث  ان الانسان المومن ينبغي له الاتعاظ و الاستيقاظ بالتقوي التي ادخرها في قلبه و نفسه فلذلك لا يحتاج الي الواعظ و الموقظ من الخارج و هذا منهج المتقين و أهل التقوى في الدنيا!

 

الموضوع: ان الامام الحسين(ع) مدرسة متكاملة للقيم الانسانية

ان الامام الحسين(ع) مدرسة متكاملة للانسان في جميع الاختصاصات الدينية من العقائد و الاحكام و الاخلاق و غيرها‘ و لذلك يجب على كل مسلم و انسان حر أن يتعرف على شخصية موسس هذه المدرسة اولا و أن يتعرف على سيرته و كلماته طيلة الحياة ثانيا و على قيامه و ثورته العظيمة ثالثا‘ لكي يتمكن على التاسي بجميع ما صدر عن الامام الحسين(ع) و لكي يتمكن على تعلم الدروس المتنوعة من هذه المدرسة العظيمة!

و أن حياة الامام(ع) تنقسم الي قسمين:

الاول: حياته و سيرته قبل القيام.

الثاني: سيرته في الثورة و القيام.

و أن القسم الاول بالنسبة الى القسم الثاني و ان كان أكثر زمانا و مقدارا‘ لان حياته تشمل سبعة و خمسين سنة و لكن قيامه عدة أشهر فقط!

و اما بالنسبة الى الدروس المهمة التي لابد للانسان أن يتعلمها من هذه المدرسة فيمكن القول بأن كثيرا منها موجودة في قيامه(ع) و عددا منها ايضا في حياته!

فلذلك الانسان يستطيع أن يتعلم من حياة الامام الحسين(ع) كما يستطيع أن يتعلم من قيامه!

فمن الدروس التي يجب أن نتعلم من مدرسة حياة الحسين(ع) هو درس تكريم الناس و احترامهم و قضاء حوائجهم بكرامة لائقة للانسان و خصوصا المومن!

روي عن الحسن بن علي(ع) قال: وفد أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها، فدُلَّ على الحسين (ع)، فدخل المسجد فوجده مصلياً فوقف بإزائه وأنشأ شعرا في بيان حاجته!
قال: فسلَّم الحسين (ع) وقال: يا قنبر، هل بقي من مال الحجاز شيء؟ قال: نعم، أربعة آلاف دينار. فقال: هاتها قد جاء من هو أحقٌّ بها منّا، ثم نزع برديه ولفَّ الدنانير فيها، وأخرج يده من شقِّ الباب حياءً من الأعرابيِّ وأنشأ شعرا في جواب شعره و اعتذر الامام منه.
قال: فأخذها الأعرابيُّ وبكى، فقال له الحسين(ع): لعلك استقللت ما أعطيناك. قال: لا ولكن كيف يأكل التراب جودك؟، وولى وهو يقول:
مطهرون نقيات جيوبهم***تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
وأنتم أنتم الأعلون عندكم***علم الكتاب وما جاءت به السور
من لم يكن علوياً حين تنسبه***فماله في جميع الناس مفتخر. تاريخ مدينة دمشق: 14185 ح 3517. المناقب لابن شهر آشوب: ج 4 ص 65.

فمن الواضح أن هذا درس من مدرسة حياة الامام الحسين(ع) لانه قد عاشر الناس بأخلاق كريمة و بوجوه مبسوطة و متبسمة و قد كان اهتمامه(ع) قضاء حوائج الناس حسب الامكانية والاستطاعة.

و اليوم أن المجتمع الاسلامي أيضا يحتاج و بشدة الاحتياج لهذا الدرس لاجل معاشرة الاعضاء المجتمع بعضهم مع البعض!

لأن أكثر مشاكلنا في مجتمعنا عدم التزام أعضاء المجتمع بضوابط المعاشرة الاسلامية مع اخوانهم و أخواتهم! والامام الحسين(ع) قد علمنا قبل بضع و ألف سنة و لكن نسينا و لم نتوجه اليه‘ فاذن لابد لمجتمعنا من الانتباه الى أنواع هذه الدروس الاخلاقية و الاجتماعية لكى نرجع الى ما علمناه الامام الحسين(ع).

و أيضا رويَ أنّ أعرابياً من البادية قصد الحسين (ع) فسلَّم عليه فرد عليه السلام، فسأله حاجة وقال: سمعت جدك رسول الله (ص) يقول: إذا سألتم حاجةً فاسألوها من أحد أربعة، إما من عربي شريف، أو مولى كريم، أو حامل القرآن، أو ذي وجه صبيح‘ فأما العرب فشرفت بجدك، وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم، وأما القرآن ففي بيوتكم نزل، وأما الوجه الصبيح فإنّي سمعت جدك رسول الله (ص) يقول: إذا أردتم أن تنظروا إليّ فانظروا إلى الحسن والحسين(ع). فقال الحسين(ع) له: ما حاجتك؟

فكتبها على الأرض، فقال له الحسين: (عليه السلام)سمعت أبي علياً (عليه السلام) يقول قيمة كل امرئ ما يحسنه، وسمعت جدي رسول الله (ص) يقول: المعروف بقدر المعرفة، فأسألك عن ثلاث خصال. فإن أجبتني عن واحدة فلك ثلث ما عندي، وإن أجبتني عن اثنتين فلك ثلثا ما عندي، وإن أجبتني عن الثلاث فلك كل ما عندي، وقد حملت إليَّ صرة مـختومة وأنت أولى بها!

فقال: سل عما بدا لك، فإن أجبت وإلاّ تعلمت منك، فأنت من أهل العلم والشرف، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
فقال الحسين(ع): أي الأعمال أفضل؟
قال: الإيمان بالله والتصديق برسوله.
قال(ع): فما نجاة العبد من الهلكة؟
قال: الثقة بالله.
قال(ع): فما يزين المرء؟
قال: علم معه حلم.
قال(ع): فإن أخطأه؟
قال: فمال معه كرم.
قال(ع): فإن أخطأه ذلك؟
قال: فقر معه صبر.
قال(ع): فإن أخطأه ذلك؟
قال: فصاعقة تنزل عليه من السماء فتحرقه!

فضحك الحسين(ع)، ورمى له بالصرّة وفيها ألف دينار، وأعطاه خاتمه وفيه فص قيمته مائتا درهم، وقال: يا أعرابي! أعط الذهب إلى غرمائك، واصرف الخاتم في نفقتك‘ فأخذ ذلك الأعرابي وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته. مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 151.
هذه الأخلاق العالية والحسنة لم تصدر من إنسان عادي، بل صدرت عن شخصية متفردة لا نظير لها و هي أخلاق الأنبياء والأوصياء، وإنّها لدليل على أهلية حياته و قيامه أن نسميها بالمدرسة!

أسأل الله تعالی و أتضرع الیه أن یوفقنا بتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه. و أسال الله تعالی أن یجنبنا عن جمیع المعاصی والذنوب.

اللهم اغفر لنا و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا،  لجمیع المومنین و المومنات والشهداء و الصدیقین، جمیع عبادالله الصالحین.

اللهم وفقنا لما تحب و ترضاه.  أستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

 

الخطبة الثانية:  15 محرم الحرام 1439  - 1396714

أللهم صل و سلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین ، و العزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکي ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! اجدد لنفسی و لکم الوصیه بتقوی الله، فانها خیر الامور و افضلها.

أیها الاخوة الأخوات!

في تكملة البحث:

فهذه الموارد في بيان بعض دروس مدرسة حياة الامام الحسين(ع) و اما من جهة قيامه و دروس مدرسة قيامه(ع) فمثلا اذا سئل الانسان: ماذا تعلمت من مدرسة قيام الحسين عليه السلام؟

فيقول: لقد تعلمت كثيرا من دروس هذه المدرسة و أولها أني تعلمت منها أنّ الصرخة الأولى التي يمكن للامة الاسلامية أن تصرخها ضد الظالمين هي الصرخة التي أطلقها الإمام الحسين(ع) ضد الظلم والظالمين ، لكي يصحح بها مسار الأمّة للمستقبل حياتها: فنادى(ع): (إنّ مثلي لا يبايع مثله).

تعلمت من هذه الصرخة أن الامة الاسلامية و المجتمع الاسلامي و الشعب المسلم و الحر لن تضع يدها في يد ظالم و مستكبر و غاصب و متجاوز ابدا! و لن تبابع مع هولاء ابدا!

لان الامة الاسلامية و الشعب المسلم تعيش في شريعة اسلامية و في منهج حق و عدل و القيم الانسانية! و هم تعيشون في شريعة الكفر والباطل و الفسق و الظلم و لا يمكن اجتماعهما اصلا و ابدا!

و تعلمنا من مدرسة الامام الحسين(ع) أنه أراد بقيامه وبهذه الحركة ، أن يعيد بناء القيم الالهية في ضمير الأمّة الاسلامية!

و تعلمنا أن الحسين(ع) أراد في قيامه أن يُثبت للعالم إنّ هؤلاء الطغاة هم ضد الإنسانية وقيمها! و لايلتزمون بأي مشروع أخلاقي و انساني!

تعلمنا من مدرسة الامام الحسين(ع) أنه صرخ صرخة بوجه الفاسدين والظالمين و أدخل (ع) الرعب على قلوبهم حتى أنهم عاشوا وماتوا وهم يرتعبون عندما يسمعون باسم الامام الحسين(ع)!

نحن تعلمنا هذه الدروس من مدرسة الامام الحسين و من قيامه لمجتمعنا و عملنا والأن أيضا نعمل و نمشي على هذا المنهج الحسيني!

و نحن الآن نعيش في أجواء قد جربنا المقاومة و الجهاد ضد اللظالمين و الاستكبار في ايران بقيادة الامام الخميني و سيدنا الامام الخامنئي و في العراق بقيادة المرجعية الصالحة و في لبنان بقيادة حزب الله و سماحة السيد حسن نصرالله و في سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد و بمساعدة أصدقاء هذا البلد الحبيب! و في سائر بلاد المقاومة مثلها!

قد جربنا و صرخنا صرخة موحشه بوجه الكفار و ألقينا الرعب والوحشة في قلوب الأعداء من التكفير و الداعش و أخواتها و اسرائيل الغاصبة! و أمريكا!

و اليوم اذا نسمع أن اسرائل الغاصبة تخاف من ايران و تخاف من حزب الله و تخاف من الحشد الشعبي في العراق و في سوريا و في اليمن و البحرين و غيرها فكل هذا لاجل الصرخة التي ألقينا في قلبها بسبب المقاومة والجهاد!

و هذه التجربة المهمة و المثمرة من درس مدرسة قيام الامام الحسين(ع) قد أوجبت ضعفا شديدا في قوات داعش و الصهاينه و أذنابهما!

و أنشاالله قريبا ستنتهي الداعش الي آخر عمرها!

ايها الاخوة والاخوات!

اذا سألنا أحد: ماذا تعلمتم من قيام الحسين عليه السلام؟

فنقول: ان الامام الحسين(ع) مدرسة متكاملة لكل القيم فمنها تعلمنا التضحية؛ انه علمنا ان نضحي بكل غال لديناّ، كما ضحى بأغلى ما عنده، بل ضحى بكل ما عنده من أبنائه وأصحابه وإخوانه، ثم نفسه الشريفة في سبيل الله!

و مجاهدينا و شهداونا في محور المقاومة قد تعلموا هذا الدرس و عملوا به في ميدان الحرب و الجهاد و الشهادة! فجزاهم الله عن الاسلام و عن المسلمين خير الجزاء!

 

قصة دفن الامام و اصحابه

بعد مقتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيتهُ (ع) واصحابهُ بقيت الأجساد مطروحة ثلاثة أيام على رمضاء كربلاء. فلما ارتحل عسكر ابن سعد وساروا بالسبايا والرؤوس.

قال المقرم : ولما أقبل السجاد ( عليه السلام ) وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى متحيرين لا يدرون ما يصنعون ولم يهتدوا إلى معرفتهم وقد فرق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم وربما يسألون من أهلهم وعشيرتهم ! فأخبرهم ( عليه السلام ) عما جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة وأوقفهم على أسمائهم كما عرفهم بالهاشميين من الأصحاب فارتفع البكاء والعويل ، وسالت الدموع منهم كل مسيل ونشرت الأسديات الشعور ولطمن الخدود .

ثم مشى الإمام زين العابدين إلى جسد أبيه واعتنقه وبكى بكاءا عاليا ،

(((الامام قال: يا أصحابي احضروا الحصيرة . يا أخا العرب ماذا تصنع بالحصيرة!
قال الامام :اجمعُ عليها أوصال جسد أبي عبد الله الحسين .
الراوي :عندها ذهب بنو أسد لجلب الحصيرة إلى الإمام السجاد (ع) ليجمع عليها أوصال ابيه المقطعة . وعندما جلبوا الحصيرة قام الإمام بجمع أوصال الإمام الحسين (ع) المقطعة من هنا وهناك ووضعها على الحصيرة .
ثم قام الإمام وحمل الجسد الطاهر ووضعهُ على الحصيرة ثم حمل الحصيرة وفيها الجسد المقطع إلى مستودع القبر .
الراوي :فعندما نزل الإمام السجاد(ع) إلى القبر بقي فترة طويلة فقام إليه الشيخ ينظر إليه ماذا يفعل هذا الرجل فوجدهُ واضعاً خدهُ على نحر أبي عبد الله الحسين وهو يبكي ويقول ( بسم الله وبالله طوبى لأرض تضمنت جسدك الشريف أما الدنيا فبعدك مُظلمة وأما الآخرة فبنورِ وجهك مُشرقة ، أما حُزني فســـــــــــــــرمد وأما ليلي فمسهد حتى يختارُ الله لي دارك التي أنت فيها مُقيم)))))

(بين القوسين متفاوت مع المتن)

و خرج وكتب على القبر : " هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا " .

اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.

اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین.

اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.

اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین.

اللهم اید عساکر المجاهدین، لاسیما الذین جاهدوا فی ارض سوریا و العراق و لبنان والبحرین و الیمن و فی کل مکان.

اللهم فک عن اسرانا و المحاصرین فی بلادنا من اخواننا المسلمین.

اللهم ارزقنا توفیق الشهاده فی سبیلک.

اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.

 اللهم اغفر للمومنین و المومنات، لاسیما الشهداء ، و اعل درجتهم و احشرنا معهم.

اللهم اشغل الظالمین بالظالمین، و اجعلنا من بینهم سالمین غانمین.

اللهم اشف مرضانا و مرضی المسلمین جمیعا.

اللهم ارحم موتانا و موتی المسلمین.

اللهم عجل لولیک الفرج. والعافیه النصر و اجعلنا من خیر اعوانه و انصاره و شیعته.

الللهم وفقنا لماتحب و ترضاه.

ان احسن الحدیث و ابلغ الموعظه کتاب الله عزوجل:

 



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه