2024 March 19 - سه شنبه 29 اسفند 1402
دور الامام الرضا (ع) في تبيين الأسلوب الصحيح للمجتمع الاسلامي
کد خبر: ٢٣٣٥ تاریخ انتشار: ١٣ مرداد ١٣٩٦ - ٠٩:٤٠ تعداد بازدید: 4071
صفحه نخست » خطبه سال 96 » خطبه های نماز جمعه
دور الامام الرضا (ع) في تبيين الأسلوب الصحيح للمجتمع الاسلامي

الخطبة الاولى: 11 ذي القعدة الحرام 1438  - 1396513

توصیه بتقوی الله عزوجل

الموضوع: دور الامام الرضا (ع) في تبيين الأسلوب الصحيح للمجتمع الاسلامي

لاريب في أن شخصية الإمام الرضا عليه السلام شخصية جامعة و شاملة و متميزة من كل الأبعاد والجوانب بحيث لا يمكن لنا احصاء جميعها‘ وأن سيرته(ع) حافلة بالعطاء والآثار الخالدة، وله عند أهل العلم والفضل من التكريم والتبجيل ما يؤكد مكانته وسمو شخصيته، وقد اعترف بذلك أعداؤه قبل أصدقائه. فاذا شخصيته وعلمه ومكانته الاجتماعية لا يمكن لأحد أن ينكرها او يتجاهلها.

و في الحقيقة هو(ع) يمثل رمزا من رموز كل جانب من جوانب الحياة الطيبة في المجتمع الانساني.

بعبارة اخري يمكن القول بانه (ع) كالسراج الذي يضيء العالم من دون أن ينقص منه شيء.

و تلقب الائمة المعصومين(ع) بألقاب عديدة طيلة حياتهم ايضا يحكي لنا ممثليتهم(ع) للجوانب المتعددة للحياة الطيبة‘ لان كل لقب من كل امام(ع) يرمز الي صفة من صفاته الكريمة.

والامام الرضا(ع) لُقِّبَ في حياته بكوكبة من الألقاب الكريمة و كلها تحكي للمجتمع الانساني عظمة شخصيته و جوانب حياته.

ايها الاخوة والاخوات!

اعطيكم المثال‘ من القابه الامام الرضا (سراج الله) يعني في الحقيقة هو(ع) سِرَاج لله، يَهدِي الضالَّ وَيرشدُ الحَائِر.

لانه من طبيعة السراج الاضائه و الانارة للجوانب شتي التي حوله!

فيضيء و ينور العالم و كل جانب من حياة البشر!

في جانب العلم انه(ع) يمثل رمزا من رموز العلم الذي يجتاج اليه البشر و يعترف بعلميته كل أحد.

في رواية عن أبي الصّلت عبد السّلام بن صالح الهروي، قال: ما رأيت أعلم من عليّ بن موسى الرّضا، ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع له المأمون في مجالس له ذوات عدد علماء الأديان وفقهاء الشّريعة والمتكلّمين، فغلبهم عن آخرهم، حتى ما بقي أحد منهم إلا أقرَّ له بالفضل.... بحار الأنوار، ج 49، ص 100

وهذه شهادة معاصر لا يتحدَّث عن نفسه فقط‘ بل يتحدَّث في تقويمه للإمام الرّضا(ع)،عن الواقع المجتمع الإسلامي.

يعني انه يحكي عن اعتراف أكابر العلم في عصره بشان الامام الرضا(ع) و علميته.

و توءيد ذالك بكلمة و حديث عن الامام الرضا (ع) نفسه حين يحدّث عن تفاعل النّاس معه‘ قال:كنت أجلس في الروضة اي روضة النبي(ص) والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة، أشاروا إليّ بأجمعهم، وبعثوا إليّ بالمسائل، فأجيب عنها. بحار الأنوار، ج 49، ص 101.

و هذه الشهادة شهادة حق من العلماء و المثقفين بشان الامام الرضا(ع) و ايضا يظهر ذلك من مناظراته العديدة مع أصحاب الاديان و المذاهب.

و مضافا الى ذلك أنه روى عن أبيه الإمام موسى بن جعفر(ع) أنّه كان يقول لبنيه: هذا أخوكم عليّ بن موسى، عالم آل محمّد، فاسألوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم. بحار الأنوار، ج 49، ص 101.

و هذه الكلمات و الروايات و الشهادات تدل على ان شخصية الامام الرضا(ع) شخصية متميزة و ان حركته العلمية مثمرة في المجتمع!

هذا الذي ذكرته هنا في جانب العلمي فقط و أما في جانب الاخلاقي والمعنوي من الحياة الطيبة فهو (ع) أيضا يمثل رمزا من رموز الفضيلة والاخلاق!

بما أن الشواهد على فضائل الإمام الرضا (عليه السلام) ومكارم أخلاقه و رفعة معنويته كثيرة تفوق حد الإحصاء!

فاما المعنوية فهي الاصل الحاكم و القاعدة الاساسية في حياة جميع الاهل البيت(ع) و حتي في شخصية امهات الائمة الامعصومين(ع).

كما روي بشان ام الامام الرضا(ع) انها كانت من العابدات، ومن مظاهر عبادتها أنّها لما ولدت الإمام الرّضا عليه السّلام، قالت: أعينوني ‏بمرضعة؟

فقيل لها: أنقص الدّر؟

قالت: ما أكذب: ما نقص الدّر، ولكن عليّ ورد من صلاتي وتسبيحي.

يعني أن أم الامام الرضا(ع) لاجل انها كانت من أهل المعنوية و العبادة الخاصة و لاجل اشتغالها بالنوافل و الاذكار لاتحب أن الاشتغال بالولد يمنعها من العبادة!

فلذلك قد طلبت أن يعاونوها على إرضاع ولدها؛ لأنّه يشغلها عن ‏أورادها من الصّلاة والتسبيح.

و الاخلاق أيضا من الميراث الذي ورثه الائمة المعصومون عن النبي الاكرم (ص) حيث مدحه الله تعالى بانه صاحب خلق عظيم و توجه بتاج مكارم الاخلاق و تحدث رسول الله (ص) عن هذه الفضيله حيث قال(ص): بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .

أسأل الله تعالی و أتضرع الیه أن یوفقنا بتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه. و أسال الله تعالی أن یجنبنا عن جمیع المعاصی والذنوب.

اللهم اغفر لنا و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا،  لجمیع المومنین و المومنات والشهداء و الصدیقین، جمیع عبادالله الصالحین.

اللهم وفقنا لما تحب و ترضاه.  أستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

 

الخطبه الثانیه:11 ذي القعدة الحرام 1438  - 1396513

أللهم صل و سلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین ، و الحبیبة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکي ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین

عباد الله! أجدد لنفسی و لکم الوصیة بتقوی الله، فانها خیر الأمور و أفضلها.

ايها الاخوة و الاخوات!

في تكملة البحث الذي طرحته في الخطية الاولى:

وقد اعترفت الأعداء والمخالفون فضلا عن الأصحاب والأتباع والمؤالفين بالأفضلية والأعلمية ومكارم الأخلاق والعبادة والمعنوية للإمام الرضا (عليه السلام).

فعن أبي الصلت وياسر الخادم وغيرهما: أن المأمون قال للرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله، قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك، وأراك أحق بالخلافة مني.

فقال الرضا (عليه السلام): بالعبودية لله أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله... الحديث المناقب 4: 362.

والمهم في ذلك أنه(ع) لم يقتصر علي هذه الثقافة السلوكية بنفسه فقط يتعدى الامام (ع) من نفسه و اسرته و بيته الى المجتمع الاسلامي و اهتم بملاحظة أخطاء السلوك في المسيرة الحياتية للآخرين، وفي هذا المجال كثير من الأمثلة موجودة في سيرة الامام(ع).

منها: ما روي عن ياسر الخادم، قال: أكل الغلمان يوما فاكهة، فلم يستقصوا أكلها، ورموا بها، فقال لهم أبو الحسن (عليه السلام): سبحان الله، إن كنتم استغنيتم فإن أناسا لم يستغنوا، أطعموه من يحتاج إليه. الكافي، الشيخ الكليني، ج 6، ص 298.

الانسان اذا يفكِّر في ما يسمع من هذه القصة البسيطة، سأل نفسه : هل هي مجرّد موعظة يعظ بها بعض غلمانه، أو شيء اهم من ذلك؟

و من تامل في و فكر في ذلك يظهر له انها ليست مجرى موعظة! بل انه(ع) يريى ترويج فكر الاقتصاد و المنع من خلق الاسراف لانه خلق سيء.

أنَّ الإمام يريد أن يقول إنّ كثيراً مما يرميه النّاس ومما يترفون فيه، يحتاج الآخرون إليه، فكأنّه يريد أن يحيي بذلك قول الإمام عليّ(ع) حيث قال: فما جاع فقيرٌ إلا بما مُتِّع به غنيّ. نهج البلاغة.

نجد أيضا أنّ أحد الأئمّة(ع)، رأى شخصاً يسرف في الوضوء وهو على النّهر، فقال له: لا تسرف في الوضوء، مع أنّ الوضوء على النّهر لا يغيّر شيئاً ولا يبدِّد الطّاقة المائيّة، لكن المسألة هي أنّ الإنسان إذا اعتاد أن يتوضّأ بأكثر من الكميّة التي يحتاجها الوضوء، فسيعيش في سلوكيّته الإسراف في الماء في المواقع الأخرى، لأنَّ الإنسان عندما يستهين بالطّاقة في موارد تواجدها الكبير، فإنّه يستهين بها في موارد قلّتها.

فالبنتيجة ان الامام(ع) يمارس بهذا أسلوبا تربويا في مراقبة سلوك المجتمع البشري و الاسلامي وتوجيههم بما هي مصلجة لهم.

ايها الاخوة والاخوات!

ان ممارسة الاسلوب الصحيح في مراقبة سلوك المجتمع البشري الى الآن يمكن ان نستفيدها من سيرة الامام الرضا(ع)!

لأن سيرته (ع) حافلة بعطايا مهم و مناسبة لهذا العصر و الزمان بل لكل زمان!

و أحب أن أقرء على مسامعكم في هذا المجال بعض كلمات سماحة الامام الخامنئي في تبيين بعض الدروس التي يمكن للمجتمع تعلمها عن سيرة الامام الرضا(ع).

قال سماحته:

ما هي رسالة حياة علي بن موسى الرضا (عليه السلام) لنا؟

لا يتوجّب علينا الاكتفاء بإبراز المحبّة لمرقد الإمام علي بن موسى الرضا؛ هو إمامنا، حياته درس لنا، علينا أن نستلهم الدروس من حياته؛ في حياته رسالة لنا، ما هي تلك الرسالة؟ سألخّص تلك الرسالة في كلمة واحدة. إعلموا أن رسالة حياة علي بن موسى الرضا عليه الصّلاة والسّلام الحافلة بالأحداث هي الكفاح المستمر الذي لا يعرف الكلل.

و قال سماحته أيضا:

درس الإمام الرضا عليه السلام لنا جميعا هو أن يا أيها المسلم! لا يرهقك الكفاح.

لا تَنَم لأن العدو في يقظة دائمة ويبرز لك بصور متعددة وفي ألبسة وأقنعة متنوعة وبزينة ملوّنة؛ فليكن لديك بصر ثاقب، إعرف العدو وتعلّم سبيل مكافحة العدو واستمرّ بالكفاح كعلي بن موسى الرّضا حتى الرّمق الأخير.

هذه الكلمات الحكيمة للامام القائد الخامنئي تجكي لنا أهمية درس المقاومة و الصبر و المواجهه ضد الظلم و الاستكبار و الصهاينة‘ و هذا الدرس و ان كان درس سيرة الامام الرضا (ع) لكن بينه لنا الامام الخميني (رض) و قد تعلمناه من الثورة الاسلامية في ايران.

و اليوم يمكن للشعب المسلم في كل مكان من العالم الاسلامي القول بتعلم هذا الدرس في حياته و مجتمعه!

في سوريا‘ في لبنان‘ في العراق‘ في البحرين‘ في اليمن و في كل مكان يمكن القول بذلك.

و لا شك ان الانتصارات لهذه البلاد و للمجاهدين في محور المقاومة سابقا و اخيرا كلمها بعد تعلم هذا الدرس المهم من الامام الرضا(ع).

و خصوصا ان الانتصارات الاخيرة في العراق و سوريا في الحدود العراقيه و في لبنان في عرسال و قلمون لحزب الله و للشعب السوري والعراقي و للجيش السوري و العراقي و اللبناني كلها مما من الله علينا بسبب تعلم هذه الدرس من مولود هذا اليوم المبارك!

و يمكن القول بان مقاومة فلسطين أيضا مصداق واضح لتعلم هذا الدرس!

و هذا الانتصارات ستتكامل و ستتم بفضل الله تعالي و ببركة مقاومة المجاهدين و ببركة دماء الشهداء الذين سقطوا علي الارض لاجل الدين و لاجل الوطن و لاجل المقاومة ضد الاستكبار العالمي و ضد اسرائيل الغاصبة و ضد هذه الغدة السرطانية و أرجوه من الله اخراج هذه  الغدة من العالم الاسلامي.

و نحن نعتقد ان المقاومة ضد الظلم توجب السيادة الشعبية والدينية و تقدّم حضارة إسلامية لبلدان العالم.

 ولا يحق لأحد أمام هذه التجربة أن يتذرع بذرائع مذهبية أو قومية؛ لأنها تجربة إنسانية تحتاج إلى المعنوية الإسلامية والعقلانية الشعبية والقيادية في إدارة الشأن العام.

و الله تعالى ايضا ينصر من نصر دين الله و سينتصر القدس و سينتصر المسجد الاقصى انشاالله تعالى!

اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.

اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین.

اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.

اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین.

اللهم اید عساکر المجاهدین، لاسیما الذین جاهدوا فی ارض سوریا.

اللهم ارزقنا توفیق الشهاده فی سبیلک.

اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.

اللهم اغفر للمومنین و المومنات، لاسیما الشهداء ، و اعل درجتهم و احشرنا معهم.

اللهم اشغل الظالمین بالظالمین، و اجعلنا من بینهم سالمین غانمین.

اللهم اشف مرضانا و مرضی المسلمین جمیعا.

 اللهم ارحم موتانا و موتی المسلمین.

اللهم عجل لولیک الفرج. والعافیه النصر و اجعلنا من خیر اعوانه و انصاره و شیعته. الللهم وفقنا لماتحب و ترضاه.

أن احسن الحدیث و ابلغ الموعظه کتاب الله عزوجل:



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه