نسخه موبایل
www.tabatabaey .com
الاخلاق الاسلامية (الاخلاق الإلهيّة) (اجتناب الذنوب والمعاصي) (آثار اجتناب المعاصي والذنوب)
کد مطلب: 2614 تاریخ انتشار: 12 بهمن 1397 - 20:38 تعداد بازدید: 2518
صفحه نخست » خطبه سال 97 » خطبه های نماز جمعه
الاخلاق الاسلامية (الاخلاق الإلهيّة) (اجتناب الذنوب والمعاصي) (آثار اجتناب المعاصي والذنوب)

الخطبة الأولى: 971112     25جمادي الأولى 1440

توصیة بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! أوصیکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهیه و أحذركم من عقابه.

الموضوع: الاخلاق الاسلامية  (الاخلاق الإلهيّة) (اجتناب الذنوب والمعاصي) (آثار اجتناب المعاصي والذنوب)

بعد أن بيّنّا حقيقة المعاصي والذنوب في ضوء الكتاب والسنة في الخطبة الماضية، وجدنا أنّها من أخطر الفِخاخ التي يمكن أن تُلحِقَ بمرتكبها الضرباتِ القاسية؛ من تدمير خصاله الإنسانية، وإطفاء مصباح حقيقة فطرته النوارنية، والذهاب بفضائله الرحمانية، وطمس كرامته الإيمانية، بأدخِنة الأرجاس الظلمانية، وحجب الوساوس الشيطانية، ناهيكَ عن حلول العذابات الربانية. وقانا الله واياكم شرَّها، وآمَنَنا وإياكم من تطاير شررها.

عبادَ الله! لم يكن دينُنا الحنيفُ إلا متوافقاً مع العقل، متناغماً مع الفطرة. وما توعّد بالعقاب على المعاصي والذنوب إلا للمصائب العظيمة والكوارث الفظيعة التي تصيب صميم المجتمع نتيجةَ الغرق في مستنقعات مياهها الآسِنة التي تنبعث منها الروائحُ المُزكِمةُ للنفوس قبلَ الأُنوف؛ فما أعظَمَها مصيبةً أن تتراجع المجتمعات القَهْقَرى عمّا ترنو إليه من مَطالِب، وأشَدُّ منها أن تفقدَ ما نالت من مكاسب!

فهاؤم اسمعوا هذا الحديث عن إمامنا الصادق(ع) يَقُولُ كَانَ أَبِي عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ: إِنَّ اَللَّهَ قَضَى قَضَاءً حَتْماً أَلاَّ يُنْعِمَ عَلَى اَلْعَبْدِ بِنِعْمَةٍ فَيَسْلُبَهَا إِيَّاهُ حَتَّى يُحْدِثَ اَلْعَبْدُ ذَنْباً يَسْتَحِقُّ بِذَلِكَ اَلنَّقِمَةَ .

فواللهِ! لو عقَلَ الناسُ مغزى الحديث، لحُلَّت مشاكلُهم وارتفعت مصائبُهم، لا سيّما بعد أن استوعبْنا حقيقةَ الذنوب والمعاصي، وأنّها هي العقباتُ الحقيقيةُ التي تحول دون أخذ العقل والفطرة دورَهما في اتّخاذ الانسان القراراتِ الصائبةَ؛ اذ لولا تسلُّطُ الشهوة والغضب على الانسان لَما ابتُلِيَ بالنكسات وتورّط في الأزمات.

ألا ترون تعاليم الدين تحذرنا من الرذائل الخُلُقية وإن كانت موافِقةً للميول؟ وما ذلك الا لعواقبها الوبيلة على الفرد والمجتمع؛ فعن امامنا الكاظم ع أنه قال:

"إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه"

وَدَعْنا من تفصيل المقال، لاستعراض نماذج من حياتنا العملية. فمَن مِنّا لا ينكِرُ حقيقةَ أنّ أغلب المشاكل الأُسرية والنزاعات الاجتماعية والخلافات الشخصية، بل والآفات الاجتماعية كالمخدرات والمُسكِرات وحالات الطلاق والفساد الاخلاقي، تعود جميعاً للحظات التخلّي عن اللجوء للعقل في اتخاذ القرارات والتعامل مع الازمات؛ وما أجملَ قولَ رسول الله ص حين يقول: " من قارف ذنباً فارقه عقل لا يرجع اليه ابداً"

نعم! يا عباد الله! لو سألتكم هذا السؤال: أيريدُ احدُكم ان يكون اعقلَ الناس؟ لكانت الاجابةُ قاطعةً من الجميع: كلُّنا نودُّ ذلك.

ولكنّ السؤال الأهمّ: أنّى لنا ذلك؟

فيأتي الجواب من امير المؤمنين علي ع:

"العاقل من تورع من الذنوب وتنزه عن العيوب" ويضيف: "العاقل من قمع هواه بعقله".

وللاسف الشديد، وبعد ان غزت مجتمعاتِنا الثقافات المنحرفة الغربية الوافدة، انقلبت المعايير وتشوّهت الحقائق، فصار الغشُّ شطارةً، والكذبُ سياسةً، والتعدّي على حقوق الزوجة رجولةً، وتعاطي المسكِرات والاختلاط المشبوه انفتاحاً. فيا لها من مصيبةٍ كبرى ان تحلَّ تلك المصطلحاتُ المزوَّرة محلَّ تعاليم الدين المنوَّرة!

ألا يدعونا ذلك لِدَقِّ ناقوس الخطر، والتشميرِ عن ساعِدِ الجِدِّ لبذل مزيدٍ من الجُهد في سبيل نشر الفضائل الاخلاقية الالهية وترسيخها في المجتمع؛ الامر الذي يفرض على الجهات المنوط بها امرُ التربية والتعليم بشِقَّيها الديني والاكاديمي القيامَ بدورها في هذا الخصوص وِفقَ برامِجَ مدروسة عملية. عسى ان ننال بذلك رضى الله في الدنيا والاخرة.

عبادَ الله! وأسرعُ وسائل تعزيز المناعة تجاهَ المعاصي والذنوب، وتلافي آثارها المكروهة، والقضاء على روائحها النتنة، اللجوءُ للاستغفار قولاً وعملاً؛ يقول رسول الله ص: " تعطّررا بالاستغفار، لا تفضحنّكم روائحُ الذنوب"

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لا صغيرة مع الاصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار".

ولا فائدة من الاستغفار بلا إيمان، فهو الذي يعطي للاستغفار معناه ويمنحه النجاعة؛ فعن عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَفْصٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) يَقُولُ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُذْنِبُ ذَنْباً إِلا أَجَّلَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ فَإِنْ هُوَ تَابَ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ وَإِنْ هُوَ لَمْ يَفْعَلْ كَتَبَ الله عَلَيْهِ سَيِّئَةً. فَأَتَاهُ عَبَّادٌ الْبَصْرِيُّ فَقَالَ لَهُ: بَلَغَنَا أَنَّكَ قُلْتَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْباً إِلا أَجَّلَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ؟

فَقَالَ(ع): لَيْسَ هَكَذَا قُلْتُ‘ وَلَكِنِّي قُلْتُ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَكَذَلِكَ كَانَ قَوْلِي.

فالايمان يدعو الانسان للعمل على تعويض ما فات بمزيد من العمل، شكراً لله على منحه تلك الفرصة الثمينة؛ بشرط أداء الاستغفار بشرطها وشروطها؛ فان الاستغفار مع الاصرار لؤم وترك الاستغفار مع معرفةٍ بكرم الباري عجز.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام قَالَ ع لِقَائِلٍ قَالَ بِحَضْرَتِهِ أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! أَ تَدْرِي مَا اَلاِسْتِغْفَارُ؟ إِنَّ لِلاِسْتِغْفَارِ دَرَجَةَ اَلْعِلِّيِّينَ اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ اَلْعِلِّيِّينَ وَ هُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ.

أَوَّلُهَا: اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى.

وَ اَلثَّانِي: اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً.

وَ اَلثَّالِثُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْلَسَ  لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ.

وَ اَلرَّابِعُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا.

وَ اَلْخَامِسُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ اَلْجِلْدَ بِالْعَظْمِ وَ يَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ.

وَ اَلسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ.

فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ.

ففی الختام ننادی بنداء سيد الاستغفار كما قاله النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.

 قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ . أخرجه البخاري وغيره .

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

فأسأل الله تعالى أن ينصرنا و اياكم و الأمة الاسلامية جمعا للاجتناب عن المعاصي و الذنوب والابتعاد عنها.

وأسال الله تعالى أن يوفقنا و اياكم و الأمة الاسلامية جمعا لطاعته و عبادته و أساله تعالى أن يوفقنا لننهل من المعارف الدينية الحقيقية الاصيلة وأتضرع الیه ان ياخذ بيدنا لتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه. واستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

الخطبة الثانية: 971112     25جمادي الأولى 1440

اللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین، و العزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکي ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! أجدّد لنفسي ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها.

أيها الاخوة و الأخوات!

سأسلط الضوء في هذه الخطبة على موضوعين لهما علاقة بهذه الايام.

الاول: حدثٌ ثقافيٌ سياسيٌ مهمٌّ؛ تمثّل في انعقاد الدورة الرابع عشرة من الملتقى العلمائي الاسلامي بالعاصمة السورية دمشق، استمراراً لسنّةٍ حسنةٍ تعود الى اكثر من خمسة عشر عاماً برعاية مشتركة من مكتب الامام الخامنئي دام ظله ووزارة الاوقاف في الجمهورية العربية السورية.

وقد اختتم الملتقى اعماله بنجاح منقطع النظير بعد أن شارك فيه اكثر من خمسمائة عالم من علماء الاسلام من مختلف المذاهب، يمثّلون العديد من الدول: ايران، العراق، لبنان، الاردن، البحرين، فلسطين، اليمن وسورية؛ حيث كانت مناسبةً كي يتداولوا بينهم حول القضايا التي تهم محور المقاومة كوحدة الامة والتقريب بين المسلمين وصون عزة الامة وكرامة شعوبها.

وقد حظيت فعاليات الملتقى هذا العام بالاهتمام والتميّز نتيجة انعقاده في ظروف جديدة تمر بها سوريا حيث تلوح بشائر النصر النهائي على هذا البلد الصامد، بعد سلسلة الانتصارات التي حققتها على الزمر الارهابية التكفيرية والاستكبارية والصهيونية التي حاولت إخراج هذا البلد من محور المقاومة وسلخِه من هويته الاسلامية الاصيلة التي تمتاز بالاعتدال والوسطية بعيداً عن التطرف، ومسخها كياناً ارهابياً وهابياً داعماً للاجرام والقتل... ولكن خسئوا... وذهبت احلامهم ادراجَ الرياح ليلقوا مصيرهم الاسود بفضل صمود سوريا قيادةً وجيشاً وشعباً بدعم من قوى المقاومة... ولم يبق من التكفيريين ومن لفّ لفّهم الا الخزيُ والعارُ نتيجةَ الفظائع التي ارتكبوا بحق شعوب هذه المنطقة.... وبقيت سوريا مقاوِمةً أبيّةً صامدةً منتصرةً عزيزةً تستضيف كافة علماء الاسلام المعتدل الاصيل على ارضها في الملتقى العلمائي الرابع عشر الذي اختتم فعالياتِه البارحةَ بنجاح منقطعِ النظير.

اما الرسالة الاهم  التي حملها الملتقى بهذا الحضور العلمائي الكثيف بدمشق، فتمثلت في الرد على تهديدات العدو الصهيوني الذي كان قد ارعد وازبد باستهداف العاصمة السورية، فجاء ذلك الحضور العلمائي المكثف من داخل البلاد وخارجها ضربةً قويةً للعدو الصهيوني وسيده الامريكي بان زمن الخوف من تهديداتكم قد ولى ولن يعود ابداً...

اما رسالة الملتقى الاخرى فهي التاكيد على العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية على مختلف المستويات ولا سيما الثقافية والعلمية والدينية... في ردٍّ صريح على التخرُّصات الامريكية التي تشدّقت بانها ستدقُّ الأسافين بين السوريين والايرانيين حتى اخراجهم من سوريا، واذا بهم يُصعَقون بالتكاتف العلمائي بيننا نحن الايرانيين والسوريين على مستوى العلماء... لان ما يجمع بيننا اعمق بكثير مما يتوهم الواهمون، وقد تجذرت تلك العلاقة واستحكمت خلال الحرب الكونية التي تعرضت لها سوريا؛ فامتزجت دماؤهم معاً لتسقيَ تراب هذا البلد الطاهر، وتتحول الى نارٍ يطرد المحتلين الامريكان منها...

نعم! هذا منطق محور المقاومة الذي اثبتت التجارب صدقه ونجاحه... وسيثبت كذلك حين نرى آخر جندي امريكي يهرب مهرولاً تاركاً هذه الارض لاصحابها تحت ضربات المقاومة...

اما الموضوع الثاني في هذه الخطبة؛ مناسبةُ انطلاق عشرة الفجر ايذاناً بدخول انتصار الثورة الاسلامية المباركة ربيعها الاربعين؛ اذ في مثل هذه الايام عاد الامام الخميني رض ظافراً الى اهله وشعبه ووطنه ليعلن انتهاء الحكم الشاهنشاهي الى الابد.

نعم! في مثل اليوم قبلَ أربعين عاماً شهد العالم أجمع حدثاً تاريخياً لم يشهد مثلَه في العصر الحديث؛ حين أنهى كاسرُ أصنام القرن العشرين الامامُ الخمينيُ العظيمُ رض رحلةَ المنفى والبعدِ عن الوطن، ليعود إلى أرضه وشعبه منتصراً ظافراً منهياً حقبةً طويلةً من الحكم الشاهنشاهي البائد الذي اذاق الشعب الايرانيَّ الذل والعار يسومهم سوءَ العذاب يذبِّح ابناءهم ويستحيي نساءهم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. ليسطِّرِ الامامُ الخمينيُ ملحمة العز والنصر في كتاب مجد الامة بأحرفٍ من نور انتشر ضياؤه ليعمَّ اقصى نقاط الارض.

نعم! لقد عاد الامام الخميني رض ليكسر قوالبِ َ الظلم والغطرسة والاستكبار والهيمنة التي كادت ان تتحول الى اصنام تُعبَدُ من دون الله، فأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكارهون. فكانت قولةُ الامام المشهورة "لقد كانت ثورتنا انبثاقاً للنور" الذي اعاد ثقة المستضعفين بانفسهم وبوعد الله لهم بوراثة الارض وعمارتها بقيم الخير والعدل والعزة والنصر. المشهورة "لقد كانت ثورتنا انبثاقاً للنور" الذي اعاد ثقة المستضعفين بانفسهم وبوعد الله لهم بوراثة الارض وعمارتها بقيم الخير والعدل والعزة والنصر.

بثورة الامام الخميني رض انتبه المستكبرون من سكرتهم واستعاد المستضعفون وعيهم بقدرتهم على التغيير وأخذ زمام المبادرة في القضايا الكبرى، فهذه الامة الايرانية العظيمة اعظم مثال على القدرة الروحية والمعنوية في مواجهة المؤامرات وتجاوز التحديات وتحقيق الانجازات وفرض نفسها في المعادلات قوةً عالميةً يُحسَب لها الفُ حساب، ولم تزدها ضغوطات الاعداء طوال اربعين عاماً الا قوةً وعزةً ومَنَعةً بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء، والفضل ما شهدت به الاعداءُ.

وكلما اراد الاعداء ان يشعلوا ناراً للحرب والفتنة ضد الثورة والجمهورية الاسلامية اطفأها الله بمزيد من ترسّخ ثقافة المقاومة.

لآن ثورة الامام الخميني هي ثورة الاسلام و ثوره الحرية عن كل قيد خارج عن الاسلام و عن الدين.

و هي ثورة المقاومة و الجهاد ضد الاستكبار و الظالمين.

و يمكن لنا أن نسمي هذه الأيام بأيام الله تعالى و من مصاديق أيام الله، حسب ما ورد في القرآن، يقول الله تعالى في سورة إبراهيم في الآية الخامسة:

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ .

ان هذه الايه تحكي لنا ان كل يوم يُخرَج الناس فيه من الظلمات الى النور فهو من ايام الله.

سواء في ذلك أخرج الناس بسبب موسي(ع) أو بسبب عيسي او بسبب نبينا الاعظم او بوجود أحد أوصيائه او بعالم و مرجع ديني, لافرق في ذلك بين المخرج و انما الملاك بالأمة المخرجة من الظلمات, لان هو المراد الحقيقي, يعني ان الله تعالي اراد ان يخرج الناس من ظلمات الباطل و من ظلمات الطاغوت و الاستكبار والظلم. فكل يوم و كل زمان اخرج الناس فيه من الظلمات فهو من ايام الله و لابد للمومنين و الموحدين احياء هذه المناسبه.

و لاريب في أن الامام الخميني بسبب ثورته قد أخرج الأمة الاسلامية و الانسانية من ظلمات الشاه و الطاغوت الي نور العدل و الايمان و الاسلام و نور المقاومة و الي نور العزة و الفخر.

و لاشك في ان المقاومه و الجهاد واحد من الاصول الاصليه في الاسلام و في الاديان السماويه, فلذلك اكد الاسلام و اكدت الاديان السماويه علي المقاومه الدينيه والتوحيديه و حثت الناس و الشعب على المقاومة ضد كل ظلم و استكبار.

إن الثورة الإسلامية ببركة القيادة الحكيمة للإمام الخميني الراحل آتت أكلَها في هذه الأيام، وقدمت للعالَم عموماً والعالم الإسلامي على وجه خاص ثمارها و هي المقاومه و الحريه و العزه و غيرها.

فلذلك ما كان الإمام الخميني(قدس) رجلاً عابراً في تاريخ البشرية، بل كان رجلا قايدا باقيا في التاريخ و في أذهان الامة و في قلوب افراد الأمة الانسانية.

ففی هذه الأيام قد يئس الذين كفروا, و قد يئس الاستكبار.

وسييئسون اكثر واكثر في قادم الايام بانتصارات محور المقاومة.... وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم....

فأسأل الله تعالى أن ينصر الأمة الاسلامية ومحور المقاومة والمجاهدين في كل مكان.

وأسأله تعالى أن ينصر جميع الشعوب المستضعفة في مواجهة المستكبرين والصهاينة والمتصهيِنين.

اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.

اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین. اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.

اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین.

اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.

اللهم عجل لوليك الفرج و العافية و النصر واجعلنا من خير أعوانه و أنصاره و شيعته و محبيه.

استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

 



Share
* نام:
* پست الکترونیکی:
* متن نظر :