نسخه موبایل
www.tabatabaey .com
الاخلاق الاسلامية (الاخلاق الإلهيّة) (نهيُ النفس عن اتِّباعِ الهوى) (ثمار عظيمة وخطوات عملية) (3)
کد مطلب: 2597 تاریخ انتشار: 14 دي 1397 - 22:25 تعداد بازدید: 2843
صفحه نخست » خطبه سال 97 » خطبه های نماز جمعه
الاخلاق الاسلامية (الاخلاق الإلهيّة) (نهيُ النفس عن اتِّباعِ الهوى) (ثمار عظيمة وخطوات عملية) (3)

الخطبة الأولى: 141097 – 1440ربيع الثاني27

توصیة بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! أوصیکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهیه و أحذركم من عقابه.

الموضوع: الاخلاق الاسلامية  (الاخلاق الإلهيّة) (نهيُ النفس عن اتِّباعِ الهوى) (ثمار عظيمة وخطوات عملية) (3)

اعلموا- عبادَ الله- أنّ لِنهيِ النفسِ عن اتِّباعِ هواها آثاراً طيِّبةً، وثمَراتٍ مُطَيَّبَةً، تعود على الفردِ خيراً عميماً، وتمنحُ المجتمعَ نَوالاً عظيماً. ولو استوعبَ المسلمون، بل البشرُ، بعضَ أبعادِ معانيها الواسعةَ، وطَوَوْا مسافاتِ مدلولاتِها الشاسعةَ، فعَمِلوا بمقتضاها، واستضاؤوا بمَنارِ هُداها، لَتَغيَّرَت أحوالُهُم، وصَلُحَتْ أوضاعُهُم. وإن كان واقعُ حالِ الأمّةِ والعالَمِ- للأسف الشديد- يحكي عكْسَ ذلك، بما نشهَدُ من انزلاقٍ نحوِ المَهاوي والمَهالِك.

فلأهمّيَة هذه القضيّة، وعلاقتها الوثيقةِ بمستقبل البشريّة، ناهيكَ عن صِلتِها الوطيدةِ بممارسات الفردِ السلوكيّة، وارتباطِهِ بربِّ البَرِيّة، آثَرْتُ أن نتفيّأَ ظلالَها الوارِفةَ النقيّةَ، لنعيشَ- على مدى عِدَّةِ خُطَبٍ وأسابيعَ- أجواءَها العاطرةَ الزكِيَّةَ.

عبادَ الله! في ضوءِ ما ذكرْنا سابقاً، الناسُ صِنفان: أهلُ صلاحٍ وإيمانٍ، وأهلُ هوىً وعِصيانٍ. فَهُمْ دائماً في صراعٍ مَريرٍ على مُفْتَرَقِ خَيارَيْنِ لا ثالِثَ لهما؛ إمّا أن يُغَلِّبوا الهوى فيوديَ بهم إلى الهوى، وإنّما سُمِّي الهوى لأنّه يهوي بصاحبه إلى مَهاوي الرَّدى.

ألا تسمعون قول الله تعالى: "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ". فَهُمْ أوضَعُ الخَلقِ رُتْبَةً، وأقَلُّهُم عقلاً، وأَتْفَهُهُمْ رأياً، ليس لهم همٌّ إلا إرضاءَ شهواتهم الدنِيّةِ، وإشباعَ رغباتهم الدنيويّةِ، ليكونَ مصيرَهُمْ النارُ- بئسَما هيَ، وقد وصف علي (ع) حالَهُم التي  أودت بهم إلى تلك الهاوية، بقوله:"بعدَ أن أَقْبَلُوا عَلَى جِيفَةٍ قَدِ افْتَضَحُوا بِأَكْلِهَا، واصْطَلَحُوا عَلَى حُبِّهَا.

ومَنْ عَشِقَ شَيْئاً أَعْشَى بَصَرَه، وأَمْرَضَ قَلْبَه؛ فَهُوَ يَنْظُرُ بِعَيْنٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ‘ ويَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَيْرِ سَمِيعَةٍ، قَدْ خَرَقَتِ الشَّهَوَاتُ عَقْلَه، وأَمَاتَتِ الدُّنْيَا قَلْبَه، ووَلِهَتْ عَلَيْهَا نَفْسُه.

فَهُوَ عَبْدٌ لَهَا، ولِمَنْ فِي يَدَيْه شَيْءٌ مِنْهَا، حَيْثُمَا زَالَتْ زَالَ إِلَيْهَا، وحَيْثُمَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَ عَلَيْهَا، لَا يَنْزَجِرُ مِنَ اللَّه بِزَاجِرٍ، ولَا يَتَّعِظُ مِنْه بِوَاعِظٍ... . نهج البلاغة: الخطبة 109.

فقد أخطؤوا الطريق، واشتبهوا بين رُخصِ الرمل وقيمةِ العقيق، وهو ما ورد في حديث موسى بن عمران مع ربه جل و علا، بشأن انسان كان يتبع هواه و يطلب من الله تعالى حاجتَه:

"مرّ موسى بن عمران برجل من أصحابه وهو ساجد، فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله. فقال له موسى (ع): لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك. فأوحى الله تعالى إليه يا موسى! لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبلته حتى يتحوّل عمّا أكره إلى ما أحبّ"

ولإمامنا الخامنئيّ (دام ظله) كلماتٌ رائعةٌ في هذا السياق، في شرح الحديث؛ حيث يبيِّن سماحتُه معانيَ الحديث بالقول:

"أي حتى يغيّر حالته من الحالة المكروهة عند الله تعالى إلى الحالة المحبوبة لديه، ويتوب من ذنبه الكبير وعمله الشنيع.

فإنّ ترك الذنوب يستنزل عليه خيرات الله المعنوية، ويفتح له الفتوحات الإلهية. وأما إذا كان الإنسان مذنباً، فإنه حتى ولو كان يعبد الله وينجز الأعمال الصالحة، إلا أن ذلك الذنب يحول دون أن تشمله الرحمة الإلهية. مَثَله كمَثَل المسبح الذي تقوم عدة أنابيب ضخمة بضخّ الماء فيه ولكنه لا يمتلئ، وإذا ما فتّشنا عن سبب ذلك، نجد الشقوق في جدرانه والثقوب في أسفله مما تمنع من أن يمتلأ بالماء. ولذا قالوا بأن الخطوة الأولى للإنسان هي ردم هذه الثقوب والثغرات وهي الذنوب".

أمّا الفئة الثانية؛ فقد أوَوْا إلى رُكن العقل السديد، والفكر الرشيد، فارتفعوا بأنفسهم عن الخضوع لسُلْطان هواها، والانقيادِ لرِبْقَةِ مُناها، حتى نالوا مدحَ ربِّ العالمين في كتابه، برفعهم إلى مقام الخوف من عقابِه، تمهيداً للدخول إلى فردوسه من أوسع أبوابِه؛ يقول تعالى: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ".

ويُنقَل عن المرحوم المقدس الأردبيلي أنّه جمعه والمرحومَ الملا عبدَ الله التستري مجلسٌ، فوجّه الأخيرُ إليه سؤالاً عن مسألةٍ علميّة. فقال له المقدس: سأجيبك فيما بعدُ. ولما انفضّ المجلس من الحاضرين، جذب المقدس يد التستري إليه وتوجه معه إلى الصحراء. وهناك بسط له الإجابة تفصيلاً وشرحاً.

فسأله التستري: لماذا لم تقُم بذلك في المجلس؟

فقال المقدس: لو كنت ناقشتك الجوابَ في المجلس على الملأ، لكان داعياً للنقيصة بك وبي معاً؛ وكلٌّ منا يبغي جرَّ النار إلى قرصه, ما يفسح المجال للنفس الأمّارة كي تستغلّ الموقفَ وتفتح باب الرياء علينا، فنتعرّضَ لارتكاب المعصية. أمّا هنا، وسْطَ الصحراءِ، فلا أحدَ إلا الله سوانا. ولا مجالَ للرياء والشيطان والنفس.

ان ما التزم به المقدس الأردبيلي ره هو الذي أوصى به الامام الصادق(ع) في حديثه: من ملك نفسه اذا رغب، و اذا رهب و اذا اشتهى و اذا غضب و اذا رضى، حرّم الله جسده على النار. وسايل الشيعه: 123/11.

نعم! إنّ ثمراتِ مخالفة النفس وافرة، وآثارها عظيمة عاطرة، وكفى بها سبيلاً لبلوغ الكمالات المعنوية، ونيل المقامات الروحية، ما يحير الألباب، ويدعو للاستغراب؛ وإليكم بعضَ ما ورد فيها من أحاديث وروايات:

عن الامام علي ( عليه السلام ) : من لم يعط نفسه شهوتها أصاب رشده.

و عنه (ع) : الرشد في خلاف الشهوة.

و يقول الإمام الكاظم (ع): إذا مر بك أمران لا تدري أيهما خير وأصوب، فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه ، فإن كثير الصواب في مخالفة هواك.

و من مواعظه (ع) لهشام بن الحكم: يا هشام ! قال الله عز وجل : وعزتي وجلالي . . . لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت الغنى في نفسه ، وهمه في آخرته ، وكففت [ عليه ] ضيعته ، وضمنت السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر.

فهذه الفئة الثانية، اختارت طريق ذوي النهى من أولي الألباب، فاتبعوا العقل ونبذوا الشهوات، في ضوء ما ورد عن الأنبياء والرسل والمعصومين (ع) من توجيهات وإرشادات.

وما أجدرَ بشبابنا وفلذات أكبادنا تعزيزَ تلك الفضيلة في نفوسهم من خلال الاقتداء بأفعال تلك الفئة الناجية، بخلق أجواء روحانية، تصقل أرواحهم، وتهذب أخلاقهم، من خلال الحضور بكثافة في محافل الأنس بالقرآن التي ترتقي بالأرواح وتهذّب النفوس، فضلاً عن زيارة مقامات المعصومين (ع) وإحياء مجالس إحياء ذكر أهل البيت (ع)، ونحن مقبلون على ذكرى غالية على قلوبنا جميعاً، ألا وهي مناسبة ميلاد السيدة زينب الكبرى (س) التي نتنعم بجوارها وبركتها وحمايتها ورعايتها. وقراءة الأدعية والزيارات وحضور حلقات المعرفة والأخلاق التي تصفّي البواطنَ وتعزِّز مناعة العقول في مواجهة التيارات الانحرافية.

فيا أبنائي وبناتي! اللهَ اللهَ في تلك المجالس، فلا تُخلوها، وكونوا دائماً على وضوء وطهارة، واستعينوا بالصلاة والصوم لكبح جماح هوى النفس؛ وطبعاً بشرط ألا يُخِلَّ ذلك النشاط العباديُّ ببرامجكم اليومية وصحتكم الجسدية. وفقنا الله وإياكم لما فيه الرضى، وجنّبَنا أهواء الردى

أسأل الله تعالى أن ينصرنا للابتعاد عن اتباع الهوي و اجتناب المعاصي و الذنوب.

وأسال الله تعالى أن يوفقنا و اياكم و الأمة الاسلامية جمعا لطاعته و عبادته و أساله تعالى أن يجنبنا المعاصي و الذنوب و أن يوفقنا لننهل من المعارف الدينية الحقيقية الاصيلة وأتضرع الیه ان ياخذ بيدنا لتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه. واستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

 

الخطبة الثانية: 971014    27 ربيع الثاني 1440

اللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین، و العزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکي ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! أجدّد لنفسي ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها.

أيها الاخوة و الأخوات!

شهدت أمتنا الإسلامية طوال تاريخها مستعمرين ومحتلين سعوا لبسط نفوذهم وفرض سيطرتهم عليها، جرياً على ديدن سيدهم اللعين إبليس في معاداة أبينا آدم (ع) وأبنائه، حين "قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ"، ليحذوَ حذوه نماريدُ الأرض وفراعنتُه "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِى الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَآلِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَ يَسْتَحْىِ‏ى نِسَآءَهُمْ إِنَّهُ‏و كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ".

وكم عانى رسولنا الكريم (ص) في مواجهة كبراء قريش الذين راعَهم ما تحمل رسالة الإسلام من قيم سامية تهدّد مصالحهم التي كانت تقوم على التمييز والعلوّ والاستكبار.

نعم! إنّ ذلك الخطّ الشيطانيّ الإبليسيّ استمرّ في مؤامراته ولا يزال مستمراً من خلال قوى الشر الاستكباري والاستعماري والصهيوني في عالمنا اليوم من خلال التعامل الفوقيّ اللاإنسانيّ مع شعوب الأرض المستضعفة.

وما عليكم سوى متابعة أدبياتها التي تخاطب بها العالم باستحقار واستهتار ضاربةً عرضَ الحائطِ بالقيم والمبادئ الإنسانية. الأمرُ الذي دعا إمامنا الخميني الراحل (رض) لوصف أمريكا بالشيطان الأكبر، تنبيهاً للبشرية على خطورة ذلك العدوّ وعدم الاغترار بألاعيبه، تطبيقاً لقوله تعالى حين وجّه أبانا آدم (ع) بالقول: "فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ".

أيها المؤمنون والمؤمنات! إنّ موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مناهضة الاستكبار الأمريكي لم يأتِ عبثاً، بل نابعٌ من عمق الثقافة القرآنية التي تحثّ على تمييز العدوّ الحقيقيّ تعزيزاً لحالة البصيرة والوعي في صفوف السائرين على الخط الإلهي، حتى جاء ما نسبتُه ثلثُ آيات القرآن مخصَّصاً لهذا الموضوع، كي يأخذ المؤمنون حذرهم من الوقوع في أشراك إبليس وأتباعه. وإنّها مسؤولية علماء الدين ومراجع التقليد أن يرسخوا هذه الثقافة في عصر الغيبة بأوساط الأمة. ولنستذكر معاً موقف الميرزا الشيرازي الكبير بفتواه الشهيرة بتحريم التنباك الذي صادف يوم 16 من شهر ربيع الثاني،  الذي أفشل به مخططات الاستعمار وأزاح الأقنعة عن وجوههم القبيحة؛ حيث أدّت الى إفلاس الشركة البريطانية المتاجرة بالتبغ، والتي كانت غطاء التغلغل في ايران والسيطرة على الحكم والإقتصاد في سنة 1891 ميلادية. ولم تؤثر الفتوى هذه على الشعب الإيراني فقط، بل سرى أثرها حتى الى بلاط الشاه، فعندما شاع خبر الفتوى بين الناس ترك جميع افراد الشعب الايراني التدخين وكُسرت كُل نارجيلة وكُل آلة تستعمل للتدخين حتى ان نساء وخادمات القصر الملكي في طهران كسرن كل نارجيلة وجدت في زوايا القصر (النارجلية كانت آلة التدخين في ايران آنذاك وكانت تستعمل على نطاق واسع) وقد حدث كلّ ذلك في فترة قصيرة والشاه لايعلم بما حصل، فطلب من خادمه المُقرّب اليه أن يُعدّ له نارجيلةً حسب الاُصول وان يأتيها اليه على عادته في فترات معينة من كل يوم، فذهب الخادم وعاد دون ان يأتي بنارجيلة معه فامره الشاه باحضارها فذهب وعاد بدونها حتى فعل ذلك ثلاث مرات وفي المرة الثالثة غضب الشاه ونهره بشدةٍ فأجابه الخادم بالقول: عفواً سيدي لم تبق في القصر نارجيلة واحدة الاّ وكسرتها الخانمات «السيدات» وهنّ يقلن: ان الميرزا الشيرازي قد حرّم التدخين. ما يؤكد على أهمية التفاف الشعب حول القيادة لتحقيق النصر.

وفي عصرنا الحالي، يقف إمامنا الخامنئي (دام ظله) شامخاً في مواجهة الاستكبار والصهيونية قولاً وعملاً، بفضح مؤامراتهم وإفشال مخططاتهم، وتنبيه الأمة على عداوة الاستكبار والصهيونية المتأصلة التي لن يخفف من حدّتها ادعاءات الأمريكان بالانسحاب من سوريا أو أفغانستان؛ فهم قد يغيّرون تكتيكاتِهم، ولكن هيهاتَ أن يبدّلوا إستراتيجياتهم التي لا تريد الخير أبداً بالمنطقة وأبنائها، فكيف بخط المقاومة والصمود الممتدّ من إيران والعراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين الذي مرّغ أنوفهم بالوحل؟!

ولن ينسى أبناء المقاومة في المنطقة جرائم الأمريكان والصهاينة بحق الأبرياء والآمنين قصفاً وقتلاً بأسلحتهم الفتاكة، وذبحاً عبرَ أذنابهم الرجعيين والتكفيريين. ولن تنطلي عليهم خديعة الانسحاب أو الإعلان عنه.

نعم! علينا أن ننصب على آلامنا أعلاماً تذكِّرنا بجرائم التكفيريين الأمريكية كي لا ننسى، حتى لا يأتي يوم نستبدل فيه الشهيد بالجلاد كما نبّه إمامنا الخامنئي (دام ظله)؛ فما أكثرَ أتباع الأهواء والشهوات ممن يحرّفون الكلم عن مواضعه ويزيفون التاريخ! فالحذرَ الحذرَ منهم... وما أشدَّ حاجتنا للاستلهام من المواقف الزينبية في تبيين الحقائق ومواجهة الانحراف؛ فمعركتنا الثقافية والفكرية ليست بأقلَّ أهميةً من حربنا العسكرية التي انتصرنا فيها، لأنّنا مسؤولون أمام الأجيال القادمة كي نبيّن لهم أنّه في مرحلة من مراحل تاريخنا استطعنا ببصيرتنا ومقاومتنا وتمييز عدونا الحقيقي من صديقنا الحقيقي ودماء شبابنا المدافع عن حرم أهل البيت (ع) وحرمة الأوطان أن نسجل أعظم ملحمة تاريخية في مواجهة أعتى قوى الشر الاستكباري الصهيوني التكفيري الرجعي، استجابةً لنداء الحسين (ع): "ألَا وإنّ الدَعِيَّ ابنَ الدَعِيِّ قدْ رَكَزَ بينَ اثنَتَينِ: بينَ السِّلَّةِ والذِّلَّةِ، وهيهاتَ منّا الذِّلَّةُ" والكلُّ يردّد بأعلى الصوت رافعاً قبضاتِه: "لبيكَ يا حسين... لبيكِ يا زينب".

و هذا تجديد العهد مع هذه السيدة الجليلة زينب (س).

فأسأل الله تعالى أن ينصر الأمة الاسلامية ومحور المقاومة والمجاهدين في كل مكان.

وأسأله تعالى أن ينصر جميع الشعوب المستضعفة في مواجهة المستكبرين والصهاينة والمتصهيِنين.

اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.

اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین. اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.

اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین.

اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.

اللهم عجل لوليك الفرج و العافية و النصر واجعلنا من خير أعوانه و أنصاره و شيعته و محبيه.

استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:



Share
* نام:
* پست الکترونیکی:
* متن نظر :